|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6868 السؤال: ما هي آداب الحوار ؟
جواب الشيخ: السؤال:
ما هي آداب الحوار ؟
****************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم : ـ
أهم آداب الحوار في المطالب الدينية أن يكون المتحاور مخلصا لله تعالى ، يبتغي ثواب بيان الحق ، وإظهاره ، وتبليغ حجة الله تعالى .
ثم ان يكون متجردا من التعصب والهوى ، ومن طلب الغلبة والظهور لنفسه ، ومن التنكيل بالخصم للتشفي منه ، او الانتقام.
ثم أن يحدد موضوع النزاع ، ويحرره ويميزه عن غيره مما له اشتباه به ، لئلا يضيع الحوار في أمور جانبية ، ويستهلك الوقت والجهد في مسائل قد يكون لها تعلق بقضية النزاع ولكنها ليست من صلبه .
ثم يبين الادلة على صحة ما يقول دون تطويل ممل ، ولا اختصار مخل ، ودون تكرار .
وينبغي أن يتجنب الخطابة الحماسية ، لانه ليس هذا موضعها ، بل يركز على تجلية الحق بالبراهين الدالة عليه .
ويبدأ بالادلة القطعية ، الواضحة الدلالة ، ثم يعضدها بما دونها في القوة .
وعندما يرد على قول المخالف يتجنب الإسفاف ، والسوء من القول ، بل يبطل الحجة بالحجة ، ويقابل البرهان بالبرهان ، وينقض الدليل بالدليل .
وإذا أراد أن يرد على شبه ألقاها الخصم ، فليبدأ بتفنيد مذهب الخصم بإلزامه بمثلها في مذهبه ، ثم يكون رده على شبه الخصم بعد ذلك ، لئلا يكون في موقع المدافع ، إذ هو يظهره بمظهر الضعف .
ويجب عليه أن يعترف بالحق إن ظهر في قول خصمه ، ولايترفع عن ذلك ، فإنه من الكبر ، وما أقبحها من خصلة .
ويعامل المخالف بتقوى الله تعالى ، ويطيع الله فيه ، وإن عصى المخالف . ويقابل الاساءه بالاحسان ما استطاع إلى ذلك سبيلا . فإن رأى أن المقام بحاجة إلى شيء من الغلظة فيكون بقدر الحاجة ، ثم ينزع عنها ، فلايفجر في الخصومة ، ولايعتدي في العقوبة . ومن مكارم الاخلاق أن يعترف بفضل خصمه إن كان من أهل الفضل ، ولايبخس حقه. وإذا رأى الحوار توجه إلى مراء لافائدة فيه ، ولن يأتي بثمرته ، فليترفع عنه . وإن كانت قضية الخلاف في الامور الاجتهادية ، أو التي يعذر المخطىء فيها ، فينبغي بيان ذلك لئلا يظن من حضر خلاف هذا . وهذه المسائل لايجوز أن تعكر على الاخوة الايمانية ، ولا على موالاة المؤمنين لبعضهم ، ومحبتهم . وحتى إن كان المخالف من أهل البدع ، فالواجب ايضا أن يوالى على قدر ما معه من الايمان واتباع السنة ، ولايظلم بإنزاله منزلة الكافر . وإن كان المخالف كافرا ، فينبغي أن يرفق به ، طمعا في هدايته للاسلام ، وأن يعرض عليه دين الله تعالى بما يليق به ، من آداب النبوة ، ولين الخطاب ، وحسن العرض ، وقوة البرهان . وختاما فإنه لايصح ان يدخل المحاور في حوار إلا بعد أن يكون ملما بقضيته ، مطلعا عليه بما يكفي ، عارفا أيضا بمذاهب خصمه ، في المسائل والدلائل ، وكيف يرد عليها ، قد حضر ذهنه ، وهيأ نفسه ، ومجلسه ، وجلساءه لذلك والله اعلم
|
|
|