السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6830 السؤال: لايصبر على الشهوات فما الحل ؟
جواب الشيخ: السؤال:
انا انسان ضعيف الارادة اتمني دائما فعل الصحيح والاقرب الي الله ولكن تمتلكني الشهوات ودائما تقوي علي نفسي . فمثلا تجدني في هذة الساعة اذكر الله ثم تجدني بعدها ابعد ما يكون عن ذلك .وانا فعلا اريد ان اكون انسان ملتزم دينيا . وارجو من سيادتكم النصيحة
**********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلىآله :
طلبت النصيحة ، وذكرت أنك ضعيف أمام الشهوات ، فأدعوك إلى ثلاث فكرات وثلاث عزمات إن حملتها بين جنبيك بصدق ، فتحت لك أبواب الخير ، وارتفعت إلى آفاق جديدة في سماء حلاوة الايمان و التعلق بالعمل الصالح ، لاتنقطع عنك إلا بلقاء الله بتوفيق من الله
الفكرة الاولى أن تتفكر بحقارة الدنيا وعظم التفاوت بينها ونعيم الاخرة ، والفكرة الثانية أن تتفكر بالموت وكفى به واعظا ، وبقصر الحياة الدنيا وأنها مهما طالت كالطيف يمر سريعا ، والفكرة الثالثة أن تتفكر في كثرة نعم الله تعالى عليك وتقصيرك في شكرها ، فإذا ملأت هذه الافكار قلبك ، فانتقل إلى ثلاث عزمات ، عزم على التوبة الصادقة ، وعزم على الاستقامة على الطاعة ، وعزم على الثبات إلى الممات ، وقبل كل شيء توكل الله تعالى وألح عليه في الدعاء أن يفتح عليك أبواب رحمته ، وأن يرزقك حب العمل الصالح وعليك بهذا الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم احد اصحابه ( اللهم الهمني رشدي وقني شر نفسي ) وهذا الدعاء الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الدعاء ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) فإذا لزمت باب الدعاء ، فالله تعالى كريم لايرد من لزم بابه ، فسيفتح عليك أول ما يفتح ببارقة نور تجده في قلبك ، تشعر معه بحلاوة طاعة الله تعالى ، وكراهية معصيته ، ثم إن ثبتك الله تعالى في هذا الطريق ، سموت إلى سماء آخرى ، فيحبب إليك كثرة النوافل ، حتى إذا فتح عليك من هذا الباب ما شاء الله أن يفتح ، تسمو بعده إلى سماء أعلى ، وهو إشعاع باهر من نور القلب ، تنظر به إلى الدنيا على حقيقتها فتحتقرها غاية الاحتقار ، ويتعلق قلبك بالله تعالى شوقا إليه فيثقل عليك انتظار إنقضاء الحياة الدنيا حتى تلقى الله ، ويصير قلبك ليس فيه سوى محبة الله والشوق إليه ، فترتاح نفسك إلى مناجاته في جوف الليل ، ويكون ذلك أشهى إليك من كل الشهوات ، وألذ إلى قلبك من كل الملذات ، وتصير كأنك في الجنة ، وأنت في الدنيا ، وتقول كما كان السلف يقولون ( أننا في لذة لو يعلمها الملوك ,وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ) هذا هو الطريق فخذ فيه واصبر عليه ، وتحتاج إلى سبعة أمور تعينك في أول الانطلاقة قراءة القرآن ودوام الذكر وكثرة الصلاة والصيام والصدقة على المساكين والاستغفار في الاسحار ومجالسة الصالحين المخبتين وهذا بعد أداء ما افترضه الله عليك ، واجتناب معاصيه ، وقبل كل الشيء فالخير بيد الله يعطي السائلين من ذلك بحسب إخلاصهم وصدقهم والله أعلم
|