السائل: محمد التاريخ: 24/05/2007 عدد القراء: 10629 السؤال: هل الحبس من الإكراه؟!!
جواب الشيخ: السؤال: فضيلة الشيخ قدكنت سألت سؤالا لكن يبدو انه لم يصل وهو : هل الحبس الطويل يعد إكراها ملجئا يبيح التلفظ بالكفر ليتخلص المكلف من الأسر، وكم ضابط الطويل وأقوال المذاهب إن أمكن. شيخنا الحبيب نحبك فى الله ونحن نثق فى علمك وفهمك ودينك فنرجوالرد?
********
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
قال الحق سبحانه : (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
وفي الحديث (إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه) خرجه أحمد وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه.
والجواب على سؤال السائل : نعم يشمله فالحبس قـد يكون ضررا بالغـا ، وضابط الحبس الذي يشمله حكـم الإكراه ، هـو الحبس الذي لايطيقه المكلّف ، ويلحقه بسبب ضرر على نفسه ، أومن يعول ، فيجوز له أن يقول كلمة الكفـر ، وقلبه مطمئن بالإيمـان .
ويدل عليه قياس الأولى على الضـرب المذكور في حديث عمار رضي الله عنه ، والمجمـع عليه ، ومعلوم أنه ربما يكون الحبس أشـد ضررا على المكـلف من الضـرب ، فإن كان الضرب يجوز معه قول كلمة الكفـر وقلبه مطمئن بالإيمان، فلئن يجوز مع الحبس الذي ضرره مثل الضرب أوأكثـر ، أولـى وأحـرى .
قال القرطبي في التفسيـر : ـ
قال النخعي : القيد إكراه ، والسجن إكراه ، وهذا قول مالك ، إلا أنه قال : والوعيد المخوف إكراه ، وإن لم يقع ، إذا تحقق ظلم ذلك المتعدي ، وإنفاذه لما يتوعد به ، وليس عند مالك وأصحابه في الضرب ، والسجن توقيت ، إنما هو ما كان يؤلم من الضرب ، وما كان من سجن يدخل منه الضيق على المكره ، وإكراه السلطان ، وغيره ، عند مالك إكراه .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ـ
أما اذا أكره الرجل على ذلك بحيث لو لم يفعله لأفضى إلى ضربه أو حبسه أ.هـ
وهذا واضح في أن الحبـس عنده مما يحصل به الإكـراه
والله أعلم |