السائل: زائر التاريخ: 11/03/2010 عدد القراء: 9456 السؤال: فضيلة الشيخ برز هذه الأيام جدل حول الدفن في البقيع وهل هذا شهادة حق لكل من يدفن فيها ، وهل السنة نقل الميت إلى المدينة أو عموما إلى بلاد أخرى ليدفن بارك الله فيك وأبقاك ذخرا ؟!
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
لم يصح شيء في فضل الدفن في البقيع ، لكن ورد في فضل الموت في المدينة ، غير أن هذا الفضل لمن وافته المنية فيها ، لمن مات فيها من أهل الإيمان ، لايعني أنَّه لايموت فيها من أهل النفاق ، والشرك ، والفجور من يموت ، ويدفن ، بل هذا واقع منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا ، منذ عبدالله بن أبي سلول رأس المنافقين إلى اليوم ، فإنه يدفن في البقيع من أفجر الخلـق ، حتى السحرة ، وغلاة الرافضة ، بل في أقدس أرض الله تعالى مكة ، يدفن البر ، والفاجر ، والمؤمن ، والكافر ، كسائر الأرض ، كما في الموطأ عن سلمان الفارسي رضي الله عنه : ( إن الأرض لاتقدس أحداً ، وإنما يقدس الإنسان عمله ) .
أما نقل الميت إلى المدينة المنورة ليدفن فيها ، فغاية ما فيه انه مباح ـ وحرم بعض العلماء النقل مطلقا لغير ضرورة ـ خلاف السنة ، والسنة المسارعة في دفن الجنازة لحديث أبي هريرة : ( أسرعوا بالجنازة ) متفق عليه ، وكان العمل في عهد الصحابة أنْ يدفن الميت في البلد الذي يموت فيه ، إلاَّ إذا كان النقل لمكان قريـب ، أو للضرورة كمن مات في بلاد الكفار وخشي على جثمانه منهم والله أعلم |