|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 7401 السؤال: بعض الناس يقولون إ ن الاختلاط في العرس لادليل على تحريمه إنما المحرم هو الخلوة؟؟
جواب الشيخ: السؤال:
بضع الناس يقولون إن الاختلاط في العرس غير محرم إنما المحرم هو الخلوة فقط ؟ فما ردكم عليهم وهل يجوز الاختلاط في العرس ، بحيث يرى الرجال النساء ، وأنتم تعلمون ماذا يحدث مع ذلك ؟؟
*********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ــ
الاختلاط بين الرجال والنساء محرم ، والمقصود هنا بالاختلاط المحرم ، هو اجتماع الرجال والنساء في حال ، يقع معه حتما المحظورات الشرعية ، من النظر المحرم ، وأن يجد الرجال ريح عطر النساء ، وحصول الافتتان بسماع الأصوات والضحك والخضوع من القول ، مما لايمكن تجنبه في ذلك الاختلاط غالبا وبحكم العادة .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وليس المقصود به أنه يحرم وجود النساء في موضع يوجد فيه الرجال مطلقا ، فإن صفوف النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، خلف صفوف الرجال ، وكذلك في الطواف في البيت .
ــــــــــــــــــــــــــــ
غير أن مثل هذه الاختلاط صار مباحا ، لانه لا يكون إلا مع الحجاب التام ، واقتران الحال بغض البصر ، والاشتغال بالعبادة المقتضية للحفاظ على حدود الله تعالى .
ـــــــــــــــــــــــــــ
ولذلك أمرت الشريعة أن تكون صفوف النساء وراء الصبيان الذين هم بدورهم وراء الرجال ، وان لا يسبّحن إن أخطأ الإمام ولم ينبهه الرجال ، بل يصفّقن ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة إن خرجت متعطرة إلى الصلاة لا يقبل الله صلاتها رواه ابن خزيمة .
ــــــــــــــــــــــــــ
ولو حرمت الشريعة على الرجال أن يكونوا في أي موضع يكون فيه نساء ، لكان هذا تكليفا بما فيه مشقة شديدة ، لا تلائم عادة الشريعة السمحة التي تتشوف إلى التيسير ، ولهذا مازالت أسواق المسلمين , وطرقهم ، ومجامعهم العامة ، يحضرها الرجال والنساء سواء ، ولكن على هيئة من التمايز ، والتحفظ ، والستر، والعفاف ، وترك إظهار الزينة ، وغض الأبصار ، وكف اللسان إلا بقدر الحاجة ، ما لا يقع معه المحظور إلا نادرا ، و ممن يقصده قصدا ، دون أن يكون واقع الحال يستحثه ، ويدعو إليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبهذا يعلم أن الاختلاط المحرم هو ما يقع في الأعراس ، والحفلات التي يختلط فيها الرجال بالنساء ، وكذلك في بعض الوظائف ، والدراسة ، فيرى الرجال ما لا يحل لهم النظر إليه ، ويجدن ريح النساء ، ويحصل بذلك الافتتان بزنى النظر ، وزنى السمع ، وزنى الشم ، والفرج بعد ذلك يصدق ذلك أو يكذبه .
ــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا ، يعني زانية ) رواه أبو داود والترمذي من حديث أبى موسى رضي الله عنه .
ــــــــــــــــــــــــــــ
وقد أمر الله تعالى الرجال والنساء جميعا بغض الأبصار فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) وقال بعد ذلك ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فرجهن ) وتأمل كيف ذكر الله تعالى الأمر بحفظ الفرج بعد الأمـر بغض البصر ، ذلك أن إطلاق البصر إلى العورات ، طريق إلى زنى الفرج والعياذ بالله تعالى .
ـــــــــــــــــــــــ
وحرم الله تعالى على المرأة أن تضرب برجلها ليعلم ما تخفيه من زينتها ، قال تعالى ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) ، هذا إذا كانت زينة مخفية ، فكيف إذا أظهرت زينتها أمام الرجال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومعلوم أن الاختلاط على النحو الذين يكون في الحفلات ، لابد معه من وقوع زنى النظر ، وسائر ما يستثير الشهوة بين الرجال والنساء ، وكيف يمكن أن يفتي عاقل أنه يجوز أن يجتمع النساء والرجال في حفل عرس ، وقد تزينت النساء بكامل زينتهن ، وتعطرن واجتمعن للفرح ، بحيث تتعالى أصواتهن بالضحك ، ويخالطهم الرجال ، فيرون ويسمعون كل ما هنالك ، فلا يقول بجواز هذا إلا مريض القلب مفتون جاهل .
ــــــــــــــــــــــــــ
ومعلوم أن الاختلاط على هذا النحو ، سواء في الحفلات أو غيرها ، ليس سوى سبيل إلى الوقوع في الفحشاء ، وهو مؤد لا محالة إلى انتشار الزنى في المجتمعات
أما كيف يؤدي الاختلاط هذه النتيجة ؟ فلان الاختلاط بين الرجال والنساء في مثل هذا المواضع، يستدعي تجاذبهما على ما ركب في طبيعة كل منهما ، وهو أمر لايمكن دفعه ولا رفعه ، فالمرأة تدعو الرجل إلى النظر إليها بإظهار الزينة المطبوعة ، وإضفاء الزينة المصنوعة ، والرجل يصنع مثل ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثم يتبع هذه الخطوة خطوات ، كما قيل : نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء ، ولهذا قال تعالى في هذا السياق ( يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر ) ، ومعلوم أن وقوع الفاحشة غالبا يسبقه خطوات وخطوات ، وأول هذه الخطوات هو الاختلاط المحرم ، لانه اصبح منطلقا لتلك الخطوات ، فهو أشبه بالعرض العام للنظر والتعارف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
و أما آخر هذه الخطوات فهو انتشار الفحشاء حتى تعتادها النفوس ، ويصير المعروف منكرا والمنكـــــر معروفـــــا ، ولا يستبعد أن يصبح الزنـــى بعد أن مدة ، تعبير حميم عن الحب والصداقة ، وتصبح العفة والتعفف رجعية فكرية ، وعقدة نفسيه ، وإذا بلغ الأمر إلى هنا ، فقد بلغ السيل الربى .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ولاتخفى هذه الحقيقة إلا على أحد شخصين :
مفتون بتقليد عادات الكفار ، مرتكس في هذه الفتنة ، حتى عمي عن رؤية ما لديهم من مخازي لاسيما على المستوى الأخلاق والثقافي والاجتماعي .
ـــــــــــــــــــــــــــ
وطالب لذة يبتغيها من غير وجهها الحلال الذي أباحه الله ، فهو لا يريد أن يمنع سمعه وبصره متعه الحديث والنظر والأنس والسمر ، طامعا فيما وراء ذلك ، ويجد في الاختلاط المحرم سوقــا رائجـــــة لمتعتـــه التي ينشدها .
ــــــــــــــــــــــــــ
والخلاصة أن الاختلاط بين الرجال والنساء في الحفلات ، شبكة شيطانية ، يصيد بها الشيطان القلوب المريضة ، ليقودها إلى فعل الفحشاء والعياذ بالله تعالى .
|
|
|