السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 9395 السؤال: أريـد أن أصبح داعية من أي أبدأ ؟
جواب الشيخ: السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اريد ان اصبح داعيه الى الله احيي المحاظرات والدروس كيف ابدى من اين اقرا من البدايه الى النهايه وبالتفصيل وشكرا
**********************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : ـ
إبدأ أولا بتصحيح النية ، اسأل نفسك لماذا تريد أن تكون داعية ؟ وشدد عليها ، ولاتحابي ، فإن وجدتها تريد الشهرة أو تريد المكانة في قلوب الناس ، والوجاهة عندهم ، أي الشرف وهو الذكر بين الناس ، فازجرها وانهرها وردها على أعقابها ، فإن ما عند الله لاينال إلا بالإخلاص ، أن يبتغي العبد وجه الله في وثواب الاخرة في أي عمل يعمله.
وفي الحديث " من طلب العلم ليجاري به العلماء ، أو ليماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار " رواه الترمذي من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه .
فالزم نفسك الإخلاص ، ابتداء ودواما ، بمعنى أنك تستصحب الإخلاص دائما ، ولا تتهاون في محاسبة نفسك على التهاون فيه ، في كل مراحلك إلى الموت ، فإن القبول عند الله على قدر إخلاص العمل لله تعالى .
وثانيا عليك بالدعاء والتوكل أن يلهمك الله رشدك ، ويهيء لك من أمرك رشدا ، ويفتح لك أبواب رحمته ، ويعلمك ما ينفعك ، ويجعلك مباركا ، وأن يؤتيك الحكمة لتتعلمها لله ، وتعلمها لله ، وفوض هذا الأمر إلى الله تفويضا تاما كاملا ليس لك فيه شيء .
وثالثا : قد وضعت برنامجا تفصيليا لطالب العلم تجده في ركن المكتبة من هذا الموقع ، فســر على وفق مراحله ، مرحلة مرحلة ، حتى يبلغ بك منزلة ورثة الأنبياء ، واعلم أنها منزلة عظيمة ، وأنك والله لن تبلغها إلا بإخلاص عمل قلب وجوارحك لله تعالى وحده ، حتى تصيــر في الأرض جسدك ، وفي السماء روحك ، تنظر إلى الناس على أنهم مشروع لكسب الحسنات ، ونيل الدرجات ، أما أشخاصهم وأموالهم ورتبهم في الدنيا فلا شيء البتة ، إنما هم من تراب وإلى تراب .
وتذكر هذا الحديث دائما " ما ذئبان جائعان ، أرسلا في غنم ، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه " رواه أحمد والترمذي من حديث كعب بن مالك أيضا ، والشرف أي الذكر بين الناس والجاه عندهم .
واعلم أن ما تراه من تساقط بعض الدعاة حتى وظفتهم الجاهلية في مشروعها ، سببه خلل في الإخلاص ، فحب الدنيا وركونهم إلى أهواءهم ، قعدا بهم عن تلك المنازل العالية ، والدرجات السنية السامية، فكن على حذر من أول خطوة ، واتخذ الشيطان عدوا ، واجعل هواك تبعا لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، واهتد في كل شيء بما نزل عليه ، ترتقي إلى ما تحب بتوفيق الله والله اعلم . |