الرب رب والرسول فعبده حقـا وليس لنــا إلــه ثـان
فلذاك لم نعبده مثل عبادة الرحمن فعـــل المشرك النصـراني
كلا ولم نغـل الغلو كما نهى عنـــه الرسول مخافة الكفران
لله حق لا يكون لغيـره ولعبـــده حق هما حقــــان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا مـن غير تمييـز ولا فرقـــان
فالحج للرحمن دون رسولــه وكذا الصلاة وذبح ذي القربـان
وكذا السجود ونذرنا ويميننا وكذا مثاب العبـد من عصيــان
وكذا التوكل والإنابة والتقـى وكذا الرجــاء وخشية الرحمن
وكذا العبادة واستعانتنا بـه إياك نعبــد ذاك توحيــدان
وعليهما قام الوجود بأسره دنيـا وأخــرى حبـذا الركنان
وكذلك التسبيح والتكبيــر والتهليـل حق إلهنــا الديان
لكنما التعزير والتوقيــر حــق للرسول بمقتضـى القرآن
والحب والإيمان والتصديق لا يختص بـل حقـان مشتركان
هذي تفاصيل الحقوق ثلاثة لا تجهلوهـــا يا أولي العدوان
حق الإله عبادة بالأمـر لا بهـوى النفـوس فذاك للشيطان
من غير إشراك به شيئا هما سببــا النجــاة فحبذا السببان
ورسوله فهو المطاع وقوله المقبول إذ هو صاحــب البرهان
والأمر منه الحتــم لا تخيير فيه عنــد ذي عقل وذي إيمان
من قال قولا غيره قمنا على أقوالـــه بالسيــر والميزان
إن وافقت قول الرسول وحكمه فعلى الرؤوس تشال كالتيجان
أو خالفت هذا رددناها علـى من قالهـا من كان مـن إنسان
أو أشكلت عنا توقفنـا ولـم نجزم بــلا علـم ولا برهان
هذا الذي أدى إليـه علمنــا وبه ندين الله كـــل أوان
فهو المطاع وأمره العالي على أمـر الورى وأمـر ذي السلطان
وهم المقدم في محبتنـا علــى الأهليـن والأزواج والولدان
وعلى العباد جميعهم حتـى على النفس التي قد ضمها الجنبان
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، وحسبنا الله ونعم الوكيل