السائل: زائر التاريخ: 13/07/2007 عدد القراء: 7480 السؤال: فضيلة الشيخ هل يجوز أن يقال عن شخص تبارك ، أم هو مختص بالله تعالى وجل شأنه؟
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
بـل هو مختص بالله تعالى لايجوز إطلاقه على المخلوق ، بل يقال عن المخلوق مُبارَك ، إن ظهرت عليه علامات الخيـر وأن الله تعالى بارك فيه ، ولايقال عنه تبارك .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ( وأما صفته تبارك فمختصة به تعالى ، كما أطلقها على نفسه بقوله ( تبارك الله رب العالمين ) (تبارك الذي بيده الملك ) ( تبارك الله أحسن الخالقين ) (و تبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون ) (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده) ( تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ) ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا ).
أفلا تراها كيف اطردت في القرآن ، جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره ، وجاءت على بناء السعة ، والمبالغة ، كتعالى ، وتعاظم ، ونحوهما ، فجاء بناء تبارك ، على بناء تعالى ، الذي هو دال على كمال العلو ، ونهايته ، فكذلك تبارك دال على كمال بركته ، وعظمها ، وسعتها، وهذا معنى قوله من قال من السلف تبارك تعاظم.
وقال آخر : معناه أن تجيء البركات من قبله ، فالبركة كلها منه ، وقال غيره : كثر خيره، وإحسانه إلى خلقه ، وقيل : اتسعت رأفته ، ورحمته بهم ، وقيل تزايد عن كل شيء ، وتعالى عنه في صفاته ، وأفعاله ، ومن هنا قيل معناه تعالى ، وتعاظم ، وقيل : تبارك تقدس ، والقدس الطهارة ، وقيل : تبارك أي باسمه يبارك في كل شيء ، وقيل تبارك ارتفع ، والمبارك المرتفع ، ذكره البغوي ، وقيل : تبارك أي البركة تكتسب، وتنال بذكره.
وقال ابن عباس : جاء بكل بركة ، وقيل : معناه ثبت ، ودام بما لم يزل ، ولا يزال ، ذكره البغوي أيضا ، وحقيقة اللفظة أن البركة كثرة الخير ، ودوامه ، ولا أحد أحق بذلك وصفا ، وفعلا منه تبارك وتعالـى ) انتهى من بدائع الفوائد
والله اعلم
|