السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 8669 السؤال: هدم الأثار على شكل أصنام؟
جواب الشيخ: السؤال:
السلام عليكم ، فضيلة الشيخ بعض الناس أثاروا شبهة في عدم هدم الأضرحة المبنية على القبور وأن الاولى حتى عدم هدم الأصنام التي هي آثار قديمة بأن العلماء لم يفتوا بهدم تلك الآثار ولهذاهي باقية ووحكام المسلمين كذلك تركوها ، فما هو الجواب ؟
****************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ، والحمد لله والصلاة والسلام على نبيا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن الشريعة الإسلام تحرم بناء الأضرحة وتشييدها على القبور ، وقد تقدمت فتوى في ذلك ، فليرجع إليها ، وقال علي رضي الله عنه لأبي هيّاج الأسدي ، ألا أبعثك على مثل ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لاأدع قبرا مشرفا إلاّ سويته ، ,ولا تمثال إلا طمسته ، رواه مسلم وغيره .
ونزيد هنا بعض الشواهد التاريخية ـ استفدتها من كتاب لايحضرني اسمه الآن ـ في عناية حكّام المسلمين في تاريخ العزة ، بهدم الأوثان :
نماذج من هدم سلاطين الإسلام للأصنام ، ورموز الجاهلية : ـ
ـ الخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله ذكر ابن خلدون في "المقدمة" أن هارون الرشيد (عزم على هدم إيوان كسرى فشرع في ذلك حتى أدركه العجز).
ـ الخليفة العباسي المأمون قام بضرب الأهرام الفرعونية التي في مصر بالمنجنيق ولكنها لم تؤثر فيها إلا يسيرا جدا ، ذكر هذا ابن بطوطة في "رحلته"ص(36).
ـ الخليفة العباسي المعتصم قام بهدم الصنم الكبير الذي بناه الملك (كاوس) في مدينة فرغانة من مدن خراسان ، كان هذا الصنم يقال له : المدبر الأعظم، واسمه (كاوسات).
ـ السلطان محمود بن سبكتكين القائد المحنك فاتح الهند ، ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" 12/24 في حوادث سنة 418هـ (أن السلطان محمود دخل الهند وأنه كسر الصنم الأعظم المسمى (يومنات) وقد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق كما يفد الناس إلى الكعبة وأعظم ، وينفقون عنده النفقات والأموال الكثيرة التي لا توصف ولا تعد ، وكان عليه من الأوقاف عشرة ألاف قرية ومدينة مشهورة، وقد امتلأت خزائنه أموالا ، وعنده ألف رجل يخدمونه وثلاثمائة رجل يحلقون رؤوس حجيجه ، وثلاثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه، لما يضرب على بابه الطبول والبوقات ، وكان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه، وقد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم ، وكان يعوقه طول المفاوز ، وكثرة الموانع والآفات ، ثم استخار الله السلطان محمود لما بلغه خبر هذا الصنم وعباده وكثرة الهنود في طريقه والمفاوز المهلكة والأرض الخطرة في تجشم ذلك في جيشه وأن يقطع تلك الأهوال إليه فندب جيشه لذلك فانتدب معه ثلاثون ألفا من المقاتلة فمن اختارهم لذلك سوى المتطوعة فسلمهم الله حتى انتهوا إلى بلد هذا الوثن ونزلوا بساحة عباده فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة قال: فما كان بأسرع من أن ملكناه وقتلنا من أهله خمسين ألفا، وقلعنا هذا الوثن ، وأوقدنا تحته النار) وقد ذكر غير واحد أن الهنود بذلوا للسلطان محمود أموالا جزيلة ليترك لهم هذا الصنم فقال : حتى أستخير الله عزوجل فلما أصبح قال : إني فكرت في الأمر الذي ذكر فرأيت أنه نودي يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم؟ أحب إلي من أن يقال: الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا فعزم فكسره.
ـ الخليفة العباسي المهدي ، هدم في خلافته الصنم الذي بناه (سابورب أروشيخه) وكان هذا الصنم في بلاد الروم على خليج القسطنطينية. كما في "مروج الذهب..." للمسعودي 2/246.
ـ القائد قرقوش أحد قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي قام بهدم أصنام كثيرة في مصر كما ذكر ذلك المقريزي في "الخطط".
ـ الملك الناصر محمد بن قلاوون قام بهدم الصنم الذي كان في مصر في قصر الشمع وقطعه أعتابا وقواعد لما بنى الجامع الجديد على بحر النيل، ولم يبق لهذا الصنم أثر. ذكر هذا صاحب "بدائع الزهور"ص(51).
ـ ذكر المسعودي في "المروج"2/45 قال : (وفي وسط مدينة (جور) من أرض فارس (بنيات) كانت تعظمه الفرس يقال له الطربال ، خربه المسلمون).
ـ قامت حركة طالبان المجاهدة المباركة بقيادة الملا محمد عمر ، بهدم صنم بوذا بفتوى علماء الحنفية الأفغان ،ومباركة علماء المسلمين في العالم .
فالواجب أن يقوم المسلمون بهدم الأصنام ، وكلّ ما يعبد من دون الله تعالى ، وتسوية الأضرحة المشرفة ، ومن ادعى إن الشريعة تقر إبقاءها على حالها ، فهو جاهل بالشريعة والتاريخ . |