السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 8479 السؤال: الأسئلة عن الاحزاب السياسية ؟
جواب الشيخ: السؤال:
كثر السؤال والبلبلةهذه الايام عن الاحزاب السياسية ، ونسألكم يا شيخ ماحكم الدعوة إلى الاحزاب السياسية مع أنها أحزاب علمانية وتطالب بضد الشريعة الاسلامية وتحارب الاسلام ؟
*********************
جواب الشيخ:
أجابة على الاسئلة الكثيرة الواردة بخصوص حكم الدعوة إلى تأسيسي الاحزاب السياسية ، الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد : لايجوز المطالبة بتأسيس الاحزاب السياسية على أن يكون لها حرية الدعوة إلى مايخالف العقيدة وأحكام الشريعة الاسلامية كالاحزاب العلمانية أو التي تطلق على نفسها ليبرالية أو غيرها التي لاتلتزم التحاكم إلى الكتاب والسنة ، أو كان واقع الحال أنها لاتلزم بذلك ، لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان ) وقوله ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ، فان تولوا فاعلم أنمايريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون ، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) وقوله ( ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون ، إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) وقوله ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا إنه بما تعلمون بصير ، ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون ) وقوله ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولاتتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لاحجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير ) والواجب الدعوة إلى تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية ،لانالله تعالى جعل تعطيل احكامه كفرا به كما قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) وقال في الاية التي تليها ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) وقـــال ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) والشريعة الاسلامية شاملة لكل خير ، وهادية إلى كل فلاح وكفيلة بهداية الناس غلى السعادة في دينهم ودنياهم ، وإلى جمعهم على كلمة الحق والهدى ، وعصمتهم من التفرق غلى شيع وأحزاب متناحرة كما وصفها الله تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ) والله أعلم 0حامد عبدالله العلي غرة صفر 1422هـ
السؤال:
قرأت جوابكم يا شيخ ولكن بعض الاخوة يقولون إن الاحزاب هذه موجودة على أرض الواقع ، ولا نستفيد شيئا من الهروب من الواقع ، وإذا طالبنا بالسماح بها سيكون الحزب الاسلامي هو الاقوى فما رأيكم ؟
جواب الشيخ:
الواقع ليس دليلا على الشرع ، بل الشرع هو الذي يجب أن يحكم الواقع ، ومعلوم أن واقع المسلمين فيه كثير من المخالفات ولايعني هذا جواز المطالبة بمنحهاصفة قانونية ، نعم إذا كان النظام السياسي قائم أصلا على الاحزاب ، وكانت الدعوة الاسلامية مضطرة إلى خوض العمل السياسي ، من باب فعل أدنى المفسدتين لدفع أشدهما ، ولايمكنها ذلك إلا بالدخول في نظام الاحزاب ، فالحكم حينئذ يتوقف على النظر فى تعارض المصالح والمفاسد فيغلب الارجح منهماوالحكم الشرعي بحسبه ، وذلك يختلف باختلاف البلاد، والاحوال والظروف 0
وأماأن الحزب الاسلامي يكون أقوى لو طولب بنظام الاحزاب ، فقد لايكون كذلك بل قد تؤدي المطالبة بنظام الاحزاب إلى ، زيادة تفرق الدعوة الاسلامية وانقسامها إلى أحزاب كثيرة كل يريد تحقيق مكاسبه الحزبية الخاصة ، ولنا في الواقع عبرة، فهل ستندمج الاحزاب الاسلامية في حزب واحدأم ستتفرق وتضعف بسبب تفرقها ويؤدي ذلك إلى تقدم غيرها عليها، نرى أن الواقع يدل على أن نظام الاحزاب سيزيدها تفرقا مع أنها تعلم أن الله تعالى يقـــــــــــول ( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) والله المستعان والله أعلم
|