السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 10350 السؤال: ((وقرن في بيوتكن)) هل تدل على تحريم خروج المرأة من بيتها ؟
جواب الشيخ: السؤال:
قال تعالى((وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى.....33واذكرن مايتلى في بيوتكن......34))
كانت هذه الايه سبب انقطاع كثير من الفتيات عن دراستهن سواء في المدرسة أو المراكز التعليمية الدينية ،وقررن طلب العغلم الشرعي في بيوتهن
فماهي وجهة نظرك في الموضوع
********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
ليس معنى الاية تحريم خروج المرأة من بيتها ،فقد كانت الصحابيات يخرجن ، يتزاورن ويعملن في الرعي ، والزراعة ، وغيرها ، ونعلم حديث جابر ( قال : طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بلى فجدي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا ) رواه مسلم
وقال النووي : ـ
هذا الحديث دليل لخروج المعتدة البائن للحاجة , ومذهب مالك والثوري والليث والشافعي وأحمد وآخرين جواز خروجها في النهار للحاجة , وكذلك عند هؤلاء يجوز لها الخروج في عدة الوفاة انتهى
ومعلوم أنه إذا كانت المعتدة يجوز لها الخروج نهارا لحاجة ، فهذا مفهومه أن غير المعتدة لايشترط شرط الحاجة لجواز خروجها ، فمن ظن أن الآية دليل على تحريم خروج المرأة من بيتها فهو مخطىء ، بل معنى الآية أن المراة يكون مستقرها وقرارها في بيتها ، فهذا هو الاصل ثم هي يجوز لها الخروج على أن لاتكون خراجة ولاجة لاتستقر في بيتها إلا قليلا ، بعكس الرجل فإنه يكون خارج البيت يكسب الرزق ، ويضرب في الارض ، ويخالط الرجال ، ويبيع في الأسواق ، ويقضي المصالح ، ثم يأوي إلى بيته لراحته وسكنه فيجد المرأة قد أعدت البيت للاستقرار لأن فيه قرارها ،هذا معنى الآية وليس معناها أن يحرم علىالمراة الخروج من بيتها ، ولهذا ففي الآية قراءة أخرى بكسر القاف في قوله ( وقرن ) قال الطبري : (وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة والبصرة : { وقرن } بكسر القاف , بمعنى : كن أهل وقار وسكينة { في بيوتكن }.
ولهذا فلايحرم على المراة العمل المباح عند أحد من أهل العلم حتى لو كانت مستغنية عنه ، ولا الخروج إلى المسجد ، أو لطلب العلم أو صلة رحمها أو زيارة أو نزهة مباحة ونحو ذلك ، ولا أعلم أحدا حرم علي النساء ما ذكر ، وإذا تبين هذا فإن كان في خروجهــا مصلحة راجحة على بقاءها في بيتها ، من كونها تطلب علما نافعا ، أو تعلم علما نافعا ، أو تكسب رزقا يغنيها عن الناس ، فهو أولى ، وإلا فبقاؤها في بيتها هو الاصل والافضل و الأكمل لكل امراة تتقي ربها والله أعلم
|