|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 8482 السؤال: اخاف ان انحرف عن عقيدتي وسنتي
جواب الشيخ: السؤال:
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
الحمد اللة الذي انعمنا بنعمة الاسلام وجعلنا مسلمين تحت ضل الاسلام متبعين سنة نبينا محمد علية افضل الصلاة والسلام وبعد:
اخي المجيب السلام عليكم ورحمةاللة وبركاتة؛
انا وللة الحمد من اهل السنة اللهم ادمها على ولا تزغ قلبي بعد ان هديتني
واتواجد في مكان فية شيعة بنسب ليست يقليلة فهم يكونون احزاب فيما بينهم
واخذت اتطلع اليهم واصبحت اقرا ماتيسر لي من عقيدتهم وابحث في مواقع الانترنت من هم ولما يخالفون اهل السنة في صلواتهم واعيادهم واحزانهم ومعتقدات غريبة يمارسونها
المهم انا وجدت نفسي اخوض فيهم دون ان اعلم لدرجت اني من كثر ما قرات عنهم اصبحت اخلط بين سنتي وبينهم واصبحت اتلفظ بالفاضهم دون ان اعلم انها لهم حتى ينبهني من حولي وانا لم ارسل لك ياخي الكريم هذه الرسالة الا بعدمااستوقفني كلام قلتة في لحظة حزن وخوف من رب العالمين بعدما كنت في حالة تامل برب الكون قلت على وجة التقريب بالصدفة ياعائشة وياخديجة(زوجات النبي علية افضل الصلاة والسلام) اشفعن لي عند الرسول ليشفع لي عنداللة رب العالمين لدخول للجنة
وانتبهت فجاة لما قلت فخفت شديدا" ما هذا الكلام لا اعلم هل هو صح ام خطاافيدني جزاك اللة خيرا اونصحني لعلى ارجع الى صوابي ولا سيما ان حياتهم وسيرتهم جريت في عروقي
والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد أخطأت هداك الله ، غير أنه لما كنت فعلت ذلك بلا علم ، فنسأل الله أن يعفو عنك ما فعلت بالتوبة النصوح فعجّّل بها ، وليكن حذرك ـ رعاك الله ـ من أن تتوجه لغير الله تعالى ، أو يتعلق قلبك بسواه ، أعظم من كل مــا تحذر ، وتذكر دائما قوله تعال ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ).
فإن الله لايرضى من عباده أن يخلقهم ، ويزرقهم ، ثم يتوجهون بالعبادة إلى غيره ، وذلك عند الله أعظم ذنب على الاطلاق ، حتى لو كان بقصد الاستشفاع ولهـــــذا قال تعالى( ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لايعلم في السموات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون ) .
ففي هذه الاية نص صريح أن أهل الجاهلية الذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، كانوا يتوجهون لغير الله بالدعاء والعبادة تشفعا بالغير إلى الله تعالى ، فلم يخرجهم ذلك عن حكم الكفر بالله تعالى والإشراك به ، لان العبادة إن صرفت لغير الله تعالى ، فقد وقع العبد في الشرك ، وهو الطامة الكبرى ، والجريمة العظمى ، التي تخرج العبد من نقاء التوحيد ، وطهارة النهج الإسلامي السديد إلى ظلمات الكفر والضلال البعيــــــد .
--------------------
والله تعالى أمر عباده أن يوجهوا دعاءهم إليه وحده قال تعالــــي ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) .
وقال ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) .
وقال ( قل ادعو الذين زعمتم من دونه لايملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محظورا ) .
------------------
وهذه الآيات نزلت في الذين يدعون الصالحين ، يقول الله تعالى إن الذين تدعونهم من الصالحين ، هم أنفسهم ساعون في نجاة أنفسهم ، مشغولون بها ، خائفون عليها ، يطلبون فكاك رقابهم من عذاب الله ، بعبادة الله وحده ، فلا تدعوهم ، بل ادعوا الله الذي قد يتقرب إليه كل الخلائق والكائنات ، وتذل لعظمته الارضون والسموات
----------
والله تعالى يغضب إن ترك ابن آدم سؤاله وسـأل غيره
الله يغضب إن تركت سؤاله ** وبُنيّ آدم حين يُسأل يغضــب
--------------
وطلب الشفاعة من غير الله تعالى ، يدخل في دعاء غير الله تعالى ، وذلك انه وحده ـ سبحانه ـ يملك الشفاعة فيعطيها لمن شاء قال تعالى ( قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والارض وإليه ترجعون ) .
اي بما أنه يملك الكون وحده ، فهو يملك الشفاعة وحده ، ولهذا قال ( ولايشفعون إلا لمن ارتضى ) ـ وقال ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ـ وقال ( وكم من ملك في السموات لاتغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) .
فقد بين أن الشفاعة كلها بيده ، لان الملك بيده كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، فلايشفع الشافع إلا بإذنه ، ولايشفع الشافع إلا لمن يريد الله أن ينال الشفاعة ، ولايشفع الشافع إلا في الوقت الذي يريد الله تعالى أن يشفع فيه ، فالشفاعة عند الله ، ليست كالشفاعة عند المخلوقين ، الشفاعة عند الله منه وإليه ، فكلها له ، يرفع بها قدر الشافع ، ويرحم بها المشفوع له .
ولهذا فلا يحق في دين التوحيد الخالص ، أن تطلب الشفاعة إلا من الله تعالى ، ولهذا لم سأل الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم : من أحق الناس بشفاعتك يوم القيامة ، قال من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه ، اي من حقق التوحيد ، وجعل عبادته كلها لله ، ومنها طلب الشفاعة من الله ، نال الشفاعة ، لان خزائن الخير كلها بيد الله ، فمن طلبها من واهبها ، استحق أن يوهَبَها ومن طلبها من غير واهبها ، استحق الحرمان .
---------
وليس في هذا بخس لحق الصالحين وفي مقدمتهم بعد النبيين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمهات المؤمنين ، بل حقهم أن نحبهم ونقتدي بفعالهم ، ونثني عليهم الخير ، ونحفظ حقهم ، حق أهل الايمان على بعضهم فيهم .
أما الدعاء فهو من العبادة والعبادة حق الله تعالى الخالص ، الذي من صرفه لغير الله فقد أشرك بالله تعالى ، وهذا هو دين الانبياء جميعا ، وهو أصل دين الإسلام ، وأساسه ومبناه ، وأوله وآخره ، وقطب رحاه ، من حققه دخل في الاسلام ومن نقضه أو أعرض عنه خرج من جملة الإيمان ، وصار من أهل الشرك والخسران، ويجد السائل فتوى سابقة في مذهب الرافضة. والله اعلم
_________
ونزيد هنا ما ذكره شارح الطحاوية في موضوع الشفاعة زيادة وتتمة ليعم النفع :
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى :
( قوله والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الأخبار
ش الشفاعة أنواع منها ما هو متفق عليه بين الامة ومنها ما خالف فيه المعتزلة ونحوهم من اهل البدع .
النوع الأول الشفاعة الأولى :
=========================
وهي العظمى الخاصة بنبينا من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ، في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، أحاديث الشفاعة.
منها عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
أتي رسول الله بلحم فدفع إليه منها الذراع ، وكانت تعجبه فنهس منها نهسة .
ثم قال : أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون لم ذلك يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيقول بعض الناس لبعض ألا ترون إلى ما أنتم فيه ألا ترون الى ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى الى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل الى أهل الآرض وسماك الله عبدا شكورا فاشفع لنا الى ربك ألا ترى الى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول نوح إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى إبراهيم فيأتون ابراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض ألا ترى الى ما نحن فيه الا ترى ما قد بلغنا فيقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر كذباته نفسي نفسي نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى موسى فيأتون موسى، فيقولون : يا موسى أنت رسول الله اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا الى ربك، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ، فيقول لهم موسى : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا الى غيري اذهبوا الى عيسى ، فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه ، قال هكذا هو ، وكلمت الناس في المهد ، فاشفع لنا ربك ، ألا ترى الى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ، فيقول لهم عيسى : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر له ذنبا اذهبوا الى غيري اذهبوا الى محمد.
فيأتوني فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء غفر الله لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر ، فاشفع لنا الى ربك ألا ترى الى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا ، فأقوم فآتي تحت العرش ، فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي .
فيقال ك يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي امتي يا رب أمتي أمتي يا رب أمتي أمتي ، فيقول : ادخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب ن ثم قال والذي نفسي بيده لما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى أخرجاه في الصحيحين بمعناه واللفظ للإمام أحمد .
والعجب كل العجب من إيراد الأئمة لهذا الحديث من أكثر طرقه لا يذكرون أمر الشفاعة الأولى في مأتى الرب سبحانه وتعالى لفصل القضاء ، كما ورد هذا في حديث الصور ، فإنه المقصود في هذا المقام ومقتضى سياق أول الحديث ، فان الناس إنما يستشفعون الى آدم فمن بعده من الأنبياء في أن يفصل بين الناس ويستريحوا من مقامهم ، كما دلت عليه سياقاته من سائر طرقه ، فإذا وصلوا الى الجزاء إنما يذكرون الشفاعة في عصاة الأمة وإخراجهم من النار ، وكان مقصود السلف في الاقتصار على هذا المقدار من الحديث ، هو الرد على الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة الذين أنكروا خروج أحد من النار بعد دخولها ، فيذكرون هذا القدر من الحديث الذي فيه النص الصريح في الرد عليهم ، فيما ذهبوا اليه من البدعة المخالفة للأحاديث .
النوع الثاني والثالث من الشفاعة :
======================
شفاعته في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة وفي أقوام آخرين قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلونها .
النوع الرابع
========
شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم وقد وافقت المعتزلة على هذه الشفاعة خاصة وخالفوا فيما عداها من المقامات مع تواتر الأحاديث فيها .
النوع الخامس :
===============
الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب ويحسن أن يستشهد لهذا النوع بحديث عكاشة بن محصن حين دعا له رسول الله أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب والحديث مخرج في الصحيحين .
النوع السادس :
=============
الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه ، كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه ثم قال القرطبي في التذكرة بعد ذكر هذا النوع ، فإن قيل فقد قال تعالى (فما تنفعهم شفاعة الشافعي ) قيل له لا تنفعه في الخروج من النار ، كما تنفع عصاه الموحدين الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة.
النوع السابع :
==============
شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة كما تقدم وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله قال أنا أول شفيع في الجنة.
النوع الثامن :
==============
شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن يدخل النار فيخرجون منها وقد تواترت بهذا النوع الاحاديث وقد خفي علم ذلك على الخوارج والمعتزلة فخالفوا في ذلك جهلا منهم بصحة الأحاديث وعنادا ممن علم ذلك واستمر على بدعته .
وهذه الشفاعة تشاركه فيها الملائكة والنبيون والمؤمنون أيضا ، وهذه الشفاعة تتكرر منه أربع مرات ، ومن أحاديث هذا النوع حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي رواه الإمام احمد رحمه الله .
وروى البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا الى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني اليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال حدثنا محمد قال إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا لى ربك فيقول لست بها ولكن عليكم بإبراهيم فانه خليل الرحمن.
فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد فيأتوني فأقول أنا لها فأستأذن علي ربي فيؤذن لي .
ويلهمني محامد احمده بها لا تحضرني الآنفأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعط.
فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعط فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل .
ثم أعود بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل .
قال فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا به أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال هيه وحدثناه بالحديث فانتهى الى هذا الموضع فقال هيه .
فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فما أدري أنسي أم كره أن تتكلوا فقلنا يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم .
حدثني كما حدثكم به قال ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله الا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله الا الله ) وهكذا رواه مسلم وروى الحافظ أبو يعلى عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء وفي الصحيح من حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا قال فيقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط الحديث
ثم إن الناس في الشفاعة على ثلاثة أقوال :
فالمشركون والنصارى والمبتدعون من الغلاة في المشايخ وغيرهم يجعلون شفاعة من يعظمونه عند الله كالشفاعة المعروفة في الدنيا .
والمعتزلة والخوارج أنكروا شفاعة نبينا وغيره في أهل الكبائر .
واما أهل السنة والجماعة فيقرون بشفاعة نبينا في أهل الكبائر وشفاعة غيره لكن لا يشفع أحد حتى يأذن الله له ويحد له حدا ، كما في الحديث الصحيح حديث الشفاعة إنهم يأتون آدم ثم نوحا ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى فيقول لهم عيسى عليه السلام اذهبوا الى محمد فإنه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني ، فأذهب فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن ، فيقول أي محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فأقول ربي أمتي فيحد لي حدا ، فأدخلهم الجنة ثم انطلق فأسجد فيحد لي حدا ذكرها ثلاث مرات.
الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيره في الدنيا :
ـ===================================
وأما الاستشفاع بالنبي وغيره في الدنيا الى الله تعالى في الدعاء ، ففيه تفصيل فإن الداعي تارة يقول بحق نبيك أو بحق فلان يقسم على الله بأحد من مخلوقاته ، فهذا محذور من وجهين :
أحدهما
---------
أنه أقسم بغير الله .
والثاني :
------------
اعتقاده أن لأحد على الله حقا ولا يجوز الحلف بغير الله وليس لأحد على الله حق إلا ما أحقه على نفسه كقوله تعالى : ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ).
وكذلك ما ثبت في الصحيحين من قوله لمعاذ رضي الله عنه وهو رديفه يا معاذ أتدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم قال حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت الله ورسوله أعلم قال حقهم عليه أن لا يعذبهم .
فهذا حق وجب بكلماته التامة ووعده الصادق لا أن العبد نفسه مستحق على الله شيئا كما يكون للمخلوق على المخلوق فإن الله هو المنعم على العباد بكل خير وحقهم الواجب بوعده هو أن لا يعذبهم وترك تعذيبهم معنى لا يصلح أن يقسم به ولا أن يسأل بسببه ويتوسل به لأن السبب هو ما نصبه الله سببا وكذلك الحديث الذي في المسند من حديث أبي سعيد عن النبي في قول الماشي الى الصلاة أسألك بحق ممشاي هذا وبحق السائلين عليك فهذا حق السائلين هو أوجبه على نفسه فهو الذي أحق للسائلين أن يجيبهم وللعابدين أن يثيبهم ولقد أحسن القائل :
ما للعباد عليه حق واجـــــب *** كلا ولا سعي لديه ضائــــــع
إن عذبوا فبعدله أو نعمـــــــوا *** فبفضله وهو الكريم السامـع
الفرق بين قول السائل : بحق السالين عليك ، وقوله : بحق نبيك :
=========================================
فإن قيل فإي فرق بين قول الداعي بحق السائلين عليك وبين قوله بحق نبيك أو نحو ذلك ، فالجواب : أن معنى قوله بحق السائلين عليك ، أنك وعدت السائلين بالإجابة ، وأنا من جملة السائلين فأجب دعائي ،.
بخلاف قوله بحق فلان فإن فلانا ، وإن كان له حق على الله بوعده الصادق فلا مناسبة بين ذلك وبين إجابة دعاء هذا السائل ، فكأنه يقول لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعاي وأي مناسبة في هذا وأي ملازمة وإنما هذا من الإعتداء في الدعاء.
وقد قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين .
وهذا ونحوه من الأدعية المبتدعة ولم ينقل عن النبي ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أحد من الأئمة رضي الله عنهم وإنما يوجد مثل هذا في الحروز والهياكل التي يكتب بها الجهال والطرقية والدعاء من أفضل العبادات والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع.
وإن كان مراده الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور أيضا لأن الإقسام بالمخلوق لا يجوز فكيف على الخالق وقد قال من حلف بغير الله فقد اشرك ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه رضي الله عنهم يكره ثم قال عن الصحابة : وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه يطلبون منه أن يدعو لهم وهم يؤمنون على دعائه كما في الاستسقاء وغيره فلما مات قال عمر رضي الله عنه لما خرجوا يستسقون اللهم إنا كنا اذا أجدبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا معناه بدعائه هو ربه وشفاعته وسؤاله ليس المراد أنا نقسم عليك به أو نسألك بجاهة عندك إذ لو كان ذلك مرادا لكان جاه النبي أعظم وأعظم من جاه العباس.
وتارة يقول باتباعي لرسولك ومحبتي له وإيماني به وسائر أنبيائك ورسلك وتصديقي لهم ونحو ذلك فهذا من أحسن ما يكون في الدعاء والتوسل والاستشفاع .
فلفظ التوسل بالشخص والتوجه به فيه إجمال غلط بسببه من لم يفهم معناه :
فإن أريد به التسبب به لكونه داعيا وشافعا وهذا في حياته يكون أو لكون الداعي محبا له مطيعا لأمره مقتديا به وذلك أهل للمحبة والطاعة والاقتداء فيكون التوسل إما بدعاء الوسيلة وشفاعته وإما بمحبة السائل واتباعه.
او يراد به الاقسام به والتوسل بذاته فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه.
وكذلك السؤال بالشيء قد يراد به التسبب به لكونه سببا في حصول المطلوب وقد يراد به الإقسام به.
ومن الأول جاءت الثلاثة الذين أووا إلى الغار ، وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما فإن الصخرة انطبقت عليهم فتوسلوا الى الله بذكر أعمالهم الصالحة الخالصة ، وكل واحد منهم يقول فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون ، فهؤلاء دعوا الله بصالح الأعمال لأن الأعمال الصالحة ، هي أعظم ما يتوسل به العبد إلى الله ، ويتوجه به اليه ، ويسأله به لأنه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
فالحاصل أن الشفاعة عند الله ليست كالشفاعة عند البشر ، فإن الشفيع عند البشر كما أنه شافع للطالب شفعة في الطلب بمعنى أنه صار شفعا فيه بعد أن كان وترا فهو أيضا قد شفع المشفوع إليه وبشفاعته صار فاعلا للمطلوب ، فقد شفع الطالب والمطلوب منه .
والله تعالى وتر لا يشفعه احد فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، فالأمر كله اليه ، فلا شريك له بوجه فسيد الشفعاء يوم القيامة اذا سجد وحمد الله تعالى فقال له الله ارفع رأسك ، وقل يسمع واسأل تعطه ، واشفع تشفع ، فيحد له حدا فيدخلهم الجنة فالأمر كله لله كما قال تعالى ( قل إن الأمر كله لله وقال تعالى ليس لك من الأمر شيء ) وقال تعالى ( ألا له الخلق والأمر )
فإذا كان لا يشفع عنده أحد إلا باذنه لمن يشاء ، ولكن يكرم الشفيع بقبول شفاعته ، كما قال اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء .
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بني عبد مناف لا أملك لكم من الله شيئا يا صفية يا عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أملك لك من الله شيئا يا عباس عم رسول الله لا أملك لك من الله شيئا .
وفي الصحيح أيضا عن النبي لا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء أو شاة لها يعار أو رقاع تخفق فيقول أغثني أغثني فأقول قد أبلغتك لا أملك لك من الله من شيء .
فإذا كان سيد الخلق وأفضل الشفعاء يقول لأخص الناس به لا أملك لكم من الله من شيء فما الظن بغيره وإذا دعاه الداعي وشفع عنده الشفيع فسمع الدعاء وقبل الشفاعة ، لم يكن هذا هو المؤثر فيه ، كما يؤثر المخلوق في المخلوق فإنه سبحانه وتعالى ، هو الذي جعل هذا يدعو ويشفع وهو الخالق ، لأفعال العباد فهو الذي وفق العبد للتوبة ، ثم قبلها ن وهو الذي وفقه للعمل ، ثم أثابه ، وهو الذي وفقه للدعاء ثم أجابه ، وهذا مستقيم على أصول أهل السنة المؤمنين بالقدر وأن الله خالق كل شيء.والله أعلم شرح الطحاوية 252ـ265 طبعة المكتب الاسلامي
|
|
|