السائل: زائر التاريخ: 19/08/2009 عدد القراء: 6956 السؤال: شيخنا هل يجوز إهدار حقوق هؤلاء الشباب المتحمسين المخلصين الذين وقعوا في خطأ في غزة ، وكأنهم ليسوا مسلمين؟!!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
كما نصحنا الأخوة أن يخرجوا من بينهم المندسِّين الذين يثيرون الفتنة ، ويدعون إلى الإنتقام ، وبينـا في فتوى سابقة ، أن وراء هؤلاء يد خفية من حيث لايشعـر المخلصون .
فعلى حكومة غزة أن تسمح للجان حقوق الإنسان بزيارة المعتقلين من جند أنصار الله ، والإطمئنان على أنهم لم يتعرضوا لتعذيب ، وكونها تمنـع هذه الزيارة ، فهو دليل على مؤشرات خطيرة .
ثم يجب أن تسمح بتسريع الإفراج عنهم ، ماداموا اقتنعوا بتحريم إثارة الفتنة ، وبعدم حمل السلاح على إخوانهم في غزة ، وأن تبذل قصارى جهدها في القيام بواجبها تجاههم ، فلهم حقوقهم كاملة ، وإهدار حقوقهم بحجة أنهم أخطؤوا لايقرُّهـا شرع ، ولا عقـل .
وقد قال تعالى ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) ، وحرمة دم المسلم أعظم الحرمات .
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مـرّ في شيء في مساجدنا ، أو أسواقنا ، ومعه نبل فليمسك ، أو ليقبض على نصالها بكفه أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء ) متفق عليه
فإذا كان نصل السهم يحرم إبرازه لئلا يؤذي المسلمين ، فكيف بمن يهدر حقوقهم.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمنين في توادهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم ، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضـو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق عليه
وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( من لايرحم الناس لايرحمه الله ) متفق عليه .
وهذه الأحاديث مع قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لايظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره ، بحسب امرىء من الشر أن يحقـر أخاه المسلم ) رواه مسلم
تنطبـق أيضا على هؤلاء الشباب الذين نحسبهم مخلصين ، ولكن اندس بينهم من يثير الفتن
والله الموفق |