السائل: ابوعاصم الصومالي التاريخ: 05/08/2009 عدد القراء: 9677 السؤال: بعض الناس مشغولون بموضوع الملاحم وتركوا العلم النافع ، وما هو ترتيب أشراط الساعة ، ومتى ينحسر الفرات عن جبل الذهب ؟!!
جواب الشيخ:
جواب الشيخ بعد السؤال ، السـؤال >>>
الشيخ حامد العلي حفظه الله
نريد ان نعرف بارك الله فيكم علامات الساعة التي تسبق ظهور المهدي المنتظر علي الترتيب ان امكن لان كثيرا من الاخوة مشغولون بقراءة الكتب التي كتبها بعض العلماء المتقدمين كابن كثير والبرزنجي الحسيني والامام حماد وغيرهم رحمهم الله وذكر العلماء انه فيها الصحيح والضعيف وما دون ذلك فهلا افدتمونا لانهم انشغلوا عن طلب العلوم الفاضلة بالمفضولة وحجتهم أنهم يريدون الاستعداد للملاحم فمئلوا اوقاتهم بكل شئ الا بقراءة كتب العلم النافعة .وهل انحسار نهـر الفرات عن جبل من ذهب قبل ظهور المهدي ام بعده وكذلك الملاحم .وبارك الله فيكم
ــــــــ
الحمد لله والصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
هذا من تلبيس الشيطان ، ليشغل العبد عن العلم النافع بالقعود عن الخير ، والإكتفاء بتذاكر الملاحم ، أفلا يعتبرون بحال الصحابة الذين كانوا قد تلقوا أخبار هذه الملاحم من فم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك لم يمنعهم ذلك من تعلم كلّ علمه ، ونشره كلّه عنه ، والعمل بكلّ ذلك ، وكذلك من بعدهم من أئمة العلم ، والدين .
وثمَّة محاضرة تكلَّمت فيها على أشراط الساعة بشيء من التفصيل .
وأما انحسار الفرات ، فظاهر الحديث أنَّه لايحصل في زمننا هذا ، لاسيما ونحن في ظـل ظاهرة ما يُسمى بالدولة الحديثة ، ولو حدث ذلك لسيطرت الدولة على الذهب ، ومنعت الناس من الإقتتال عليه ، كما تسيطر على آبار النفط مثلا ، والمناجم الثمينة ، وهذا واضـح ، ولو فرض أنَّه قـد عدمت الدولة في منطقة الفرات ، فالدول الأقوى ستفعل ذلك ، ولو تحت غطاء ما يُسمى بالهيئات الدولية .
وإنمّا يحدث ذلك في زمن تنعدم فيه هذه الظاهرة السياسية ، ويحدث في أنظمة حكم العالم تغيـّــر جذري ، فيأذن هذا التغيـّر ، بظهور هذه الفوضى التي تحصل عند إنحسار الفرات عن جبل من ذهب ، كما وصفها الحديث الشريف ، بأنه يقتتل عليه الناس حتى يُقتل من كلّ مائة تسعةٌ وتسعون ، وهذا قد يحدث قبل الملاحم الكبرى ، وقد يحدث بعدها ، لايوجد ما يُعتمد عليه في الجزم ، ولكن الأظهـر عندي أنّه بعد قبض أرواح المؤمنين ، وبين يدي الحشـر .
ذلك أن نصوص أشراط الساعة ثلاثة أقسام :
أحدها دلت النصوص على ترتيب وقوعها بالنسبة لبعضها متسلسلة ، وهي هكذا : تداعي الأمم ، إنتشار الظلم ، والجور ، ظهور المهدي ، عودة الفتوحات ، وقوع الملاحم العظيمـة مع الروم ، تجمّع الفسطاط الإيماني في الشام ، ظهور الدجال ـ أعاذنا الله من فتنته ـ نزول عيسى بن مريم عليه السلام ، ظهور يأجوج ومأجوج فدمارهم ، ظهور الإسلام في حكم المهدي ، ومعـه نبيّ الله عيسى عليه السلام ، مدّة ينتشر فيها العدل ، والأمن ، والرخاء العظيم ، الذي لم يحصل مثله في التاريخ ، ثم قبض أرواح المؤمنين ، ثم يُدرس الإسلام ، كما يُدرس وشْيُ الثوب ، ولايكاد يعرفه أحـد ، حتى ينشأ أقوامٌ لايعرفون إلاّ كلمة ( لا إله إلا الله ) ، ثم بعد ذلك يأتي زمان ، لايقال في الأرض ( الله ) ، ويبقـى شرار الخلق عليهم تقوم الساعة.
وهنا ننبه على أمر مهم ، وهو أنّه لايجوز لأحدٍ أن يحدّد زمن وقوع شرط من أشراط الساعة، أو ينزله على طائفة ، أو جماعة مخصوصة ، بغير علم ، ولاهدى ، فإنّ هذه الأمور الغيبية مرجعها إلى التوقيف ، كما ظن بعض الجهّال أنهم هم الطائفة المنصورة التي ستنصـر المهدي ، وأنّه حـيُّ يـرزق ، كما يعتقد الرافضة ، وحملهم هذا الظن على ظلم غيرهم ، حتى سفكوا دماءَهـم ، وانتهكوا أعراضهم !!
فالطائفة المنصورة ، هم كلُّ من ينصر الإسلام في كلِّ زمن من جميع الطوائف ، والجماعات ، والذين ينصرون المهدي في زمنه ، هم هذه الطائفة في ذلك الزمن ، من كــلّ الأمـّة ،
وما محاولة تخصيص هذه النصوص ببعض الجماعات المعاصرة إلاّ من نزعة تقدير الذات ، وحبّ التميّز ، الكامنة في النفس البشرية ،
وأما إتباع هدى الوحي فهـو فوق ذلك كلّه.
والقسم الثاني من أشراط الساعة ، تلك التي ذكرت منفصلة لوحدها ، فلا يعلم متى تقع بالنسبة لغيرها ، مثل هذا الحديث في إنحسار الفرات ، فلايجوز الجزم بشيء .
والقسم الثالث : ما يدل معنى النصوص التي وردت فيها ، أنها تقع بعد قبض أرواح المؤمنين ، لأنها لايتصور وقوعها قبل ذلك ، مثل هدم ذوي السويقتين الكافـر للكعبة ، فإنه لايكون إلاّ بعد رفع الإيمان ، عند قرب قيام الساعة ، فلا يحجّ في ذلك الزمـان البيتَ أحــدٌ ، حتى إنّه يُرفع كلام الله تعالى من الصـدور ، فحينئذٍ يُخلّى بين هذا الكافر الخبيث ، وبين هدم الكعبة ، ينقضها حجراً حجراً ، ويستخرج كنزهـا ، ثم لايبقى إلاّ خراب العالم ، إذْ كانت الكعبة كما قال تعالى ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس..الآية )
والله أعلم |