السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6730 السؤال: ما ردك على الذين يقولون إن الإسلام اعترف بالإديان الاخرى بدليل قوله" لكم دينكم ولي دين"
جواب الشيخ: السؤال:
ما ردك على الذين يقولون إن الإسلام اعترف بالأديان الأخرى بدليل قوله تعالى " لكم دينكم ولي دين " .
******************
جواب الشيخ:
نقول لهم : إن هذا القول لم يقل به عالم مسلم ، ولايستدل بهذه الاية على إعتراف الإسلام بأديان الشرك ـ وكل دين سوى الإسلام هو دين الشرك ـ إلا جاهـــــــل . ومن أوائل من استدل بها على هذا المعنى الباطل ، وزير المغول ، نصير الدين الطوسي الذي كان برفقة هولاكو لما غـــزا العالم الإسلامي :
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " حتى أن وزيرهم هذا الخبيث الملحد المنافق صنف مصنفا ؛ مضمونه أن النبي صلى الله عليه وسلم رضي بدين اليهود والنصارى وأنه لا ينكر عليهم ولا يذمون ولا ينهون عن دينهم ولا يؤمرون بالانتقال إلى الإسلام . واستدل الخبيث الجاهل بقوله : { قل يا أيها الكافرون } { لا أعبد ما تعبدون } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { ولا أنا عابد ما عبدتم } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } { لكم دينكم ولي دين } وزعم أن هذه الآية تقتضي أنه يرضى دينهم قال : وهذه الآية محكمة ؛ ليست منسوخة . وجرت بسبب ذلك أمور . ومن المعلوم أن هذا جهل منه . فإن قوله : { لكم دينكم ولي دين } ليس فيه ما يقتضي أن يكون دين الكفار حقا ولا مرضيا له ؛ وإنما يدل على تبرئه من دينهم ؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذه السورة : { إنها براءة من الشرك } كما قال في الآية الأخرى : { وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } فقوله : { لكم دينكم ولي دين } كقوله : { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } وقد اتبع ذلك بموجبه ومقتضاه حيث قال : { أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } . ولو قدر أن في هذه السورة ما يقتضي أنهم لم يؤمروا بترك دينهم فقد علم بالاضطرار من دين الإسلام بالنصوص المتواترة وبإجماع الأمة أنه أمر المشركين وأهل الكتاب بالإيمان به وأنه جاءهم على ذلك وأخبر أنهم كافرون يخلدون في النار " .
وقد بين شيخ الإسلام معنى الآية ، وأنها براءة من كل دين سوى الإسلام ، وليست إقرارا ، ولكن في شريعة الإسلام يقر الناس على دينهم إن صاروا أهل ذمة المسلمين ، ويحرم العدوان عليهم أو ظلمهم ، ويسمح لهم بعبادتهم في أماكنهم ، ولايمنعون من شيء من ذلك ، ولكن هذا ليس أعترافا بأن ما هم عليه حق ، بل هو من باب " لا أكراه في الدين " ، والله أعلم .
|