السائل: زائر التاريخ: 03/02/2011 عدد القراء: 14010 السؤال: فضيلة الشيخ ما توجيهكم لما يجب غدا الجمعة للعلماء والدعاة والخطباء ، من نصرة المستضعفين في مصر ، ونجدة القائمين في وجه الطغيان ، وما ثوابهم ؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد ، نهيب بالعلماء ، والدعاة ، والخطباء _ وأنه فرض عليهـم _ أن يحضُّوا الناس على نصرة القائمين في وجه نظام الطغيان ، غدا في صلاة الجمعة ، وأن يهبُّوا معهم في التظاهـر ، وجميع المناشط التي يقرر أهل الخبرة أنها مؤثـّرة في تحقيق هدف إسقاط النظـام ، ولا تؤثـر سلبا على هذا الهدف.
.
وأن يتحرّكـوا لنجدة إخوانهـم المحاصرين ، والوقوف بجانبهم ، وأن يواصلوا معهم الإحتجاج حتى سقوط حزب الظلم ، وتحقيق العدل ، ونجدة المستضعفين ، والمظلومين ، وإنقاذ مصـر الحبيبة ، بل الأمّة بأسرها من براثن هذا النظام الذي لم يدّخر وسعـه في إهلاكها ، وتدميرها ، والتآمر مع أعدائها ضـد كلِّ حقوقها ، وعلى رأسها حقوقها في فلسطين المغتصـبة ، وليس ثمة دليل على وجوب إسقاطه من كون الأحرص على بقائه هم الصهاينة !!
وإنّ هذا لمن خير الجهاد ، قال تعالى : ( وجاهدوا في الله حقّ جهاده ) ، القائم فيه بنيّته الصالحة ، له ثواب المجاهدين ، والمقتول له ثواب الشهداء ، والمصاب له ثواب من كُلِم في سبيل الله تعالى إن شاء الله تعالى .
.
وفي الحديث : ( إنها تخلف مـن بعدهم خلوف ، يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل ) رواه مسلم
وفي الحديث : ( إنَّ الناس إذا رأوْا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) رواه احمد ، وأصحاب السنن
.
وفي الحديث : ( أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ) رواه البخـاري ، وفيه أنّ المعنى في حالة الظالم منعه ، وحجزه عن ظلمه ، وشعب مصر مظلوم فتجب نصـرته ، وخذلانه إثم مبين ، ومخالفة عظيمة لفرض الدين.
.
وفي الحديث : ( ما من امرىء يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته ، إلاّ خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته ، إلاّ نصره الله في موطن يحبّ الله فيه نصرته ) رواه أحمـد وأبو داود .
.
وفي الحديث : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) متفق عليه ،ومعنى يُسلمه ، أي يتخلَّى عنه ، فيراه يُظلم ولاينصره ، وأيُّ تفريجٍ لكربة أعظـم من إزاحة الظلم ، والبغي ، و الطغيان ، بالسلطة التي تفسد الدين ، والدنيـا ، فتغتصب الأعراض ، وتسفك الدمـاء ، وتنتهك الحرمات ، وتستولي على الحقوق .
.
كما نهيب بأمّة الإسلام أن ينصروا إخوانهم القائمين في وجه الظلم بما يستطيعون ، وأن يلحـّوا في الدعـاء ، لإخوانهم المستضعفين في مصر ، وغيرها ، أن ينصرهم الله على الطغاة ، وأن يجعل الله لهـم من ضيقهـم فرجا ، ومـن ضعفهم سعـة ومخرجـا.
.
كما يدعون على الطاغـوت الظالم ، الباغي ، الطاغي ، المجرم ، الأفاك ، السفاح ، وليُّ أعـداء الدين ، وعـدوّ أمـّة المسلمين .
.
والله أعلـم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
|