|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 8532 السؤال: ما رأيك في إلقاء القبض على صدام حسين هل سيحسب في صالح الاحتلال والمشروع الامريكي ؟
جواب الشيخ: السؤال:
ما رأيك في إلقاء القبض على صدام حسين هل سيحسب في صالح الإحتلال والمشروع الامريكي المسمى " مشروع القرن الأمريكي "
***********************
جواب الشيخ:
* ملاحظة مهمة : معنى " أكاد أجزم " هو : أكاد أحزم ولا أجزم ، كما تقول : كدت أن أقتله بسبب هذا الحادث ، يعني ولم أفعل ، ولكن لما غلبت العجمة على الألسنة ظن بعض المعترضين أنه تهجم منا على الغيب .. معاذ الله ، وإنما هو أمر بدا لي حتى تكاد نفسي تجزم به ، وقــد رددت العلم إلى عالمه والله أعلم . ------------- الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
بدا لي لأول وهلة في هذا الخبر الذي دهم العالم اليوم عدة نقاط : ـ
أولا : أنني أكاد أجزم ـ والعلم عند الله ـ أنه قد ألقي على صدام القبض منذ مدة ـ بل قد يكون ذلك منذ أول ما وقعت الخيانة بسقوط بغداد وكان جزءا من صفقة الخيانة ـ ولكن تأجل إعلان ذلك ، ليكون بعد توقيع بوش على قانون محاسبة سوريا ، الذي أعلن يوم أمس.
وكذلك جميع الأعمال العسكرية الامريكية لايعلن عنها في حينها ، بل إنها تصـور ، ثم يُنتظر إعلانها في وقت ليحقق ذلك أمرين :
أحدهما : السياسة الامريكية الاوسع مدى ، والتي تتعدى العراق إلى التغيير الشامل فيما يسمى "الشرق الاوسط "
الثاني : يخدم حملة بوش لاعادة انتخابه ، ولهذا جاء هذا الإعلان بعد هجمة الديمقراطيين الشرسة على فشل بوش في العراق .
ثانيا : جاء الإعلان بعد شريط حكمتيار الذي تحدى فيه القوات الامريكية أن تسمح للصحفيين بنقل الصورة الحقيقية لما يجري في أفغانستان ، ليرى العالم الفشل الامريكي الذريع فيها، مما يدل على أن عملية إلقاء القبض على صدام حسين كانت قبل ذلك ، غير أن الإعلان عنها تأجل .
ثالثا : كذلك بدا أنهم قد حرصوا أن يتركوه مدة حتى تظهر له لحية كثيفة ، تشبه لحية " الارهابيين " لكي يخدم هذا ـ إعلاميا ـ من ناحية أخرى ، حربهم على ما أسموه " الإرهاب الدولي " .
رابعا : كذلك أظهروه باللحية ، ثم حلقوها ، ليعطي ذلك انطباعا نفسيــا بانتصار على القيم الإسلامية ، ولو رمزيــأ .
خامسا : أعلنوا أنه لم تحصل أي مقاومة ، ولاحتى طلقة واحدة ، كما نص على ذلك المتحدث باسم الجيش الامريكي ، إمعانا في إظهار صورة الهوان والذل لكل من يقاوم أمريكا خاصة المسلمين ، لكسر روح التحدي ، وإلحاق الهزيمة النفسية بمن يفكر بمقاومة أمريكا ، بعدما تبين أن المجاهدين يزدادون إصرارا وشراسة .
سادسا : جاء الإعلان أيضا قبل الاحتفالات الدينية النصرانية بقليل ، لكي يضفي عليها هذا العام ، نصرا لدينهم على دين المسلمين ، بعد أن جعلوا صدام حسين يظهر في الصور ملتحيا مصليا .
سابعا : جاء إعلان الخبر بعد زيادة حجم العمليات وشراستها ضد قوات الإحتلال في الآونة الاخيرة ، حتى إن آخر عملية تمت اليوم حصد فيها أكثر من 17 من الشرطة العراقية ، واستقالة عدد كبير من أول فوج من الجيش العراقي ، فجاء الإعلان ليؤدي غرض ضرب المقاومة في صميم عزيمتها .
وأما أن ذلك سيحسب في صالح مشروعهم ، فنعم ولكن إلى حين فحسب ، وأرى أن إلقاء القبض ، على صدام ، أو في الأصح ـ إعلان إلقاء القبض عليه ـ سيجعل الجهاد ضد المحتل ، أشد شراسة ، وسيخلصه من شبهة أن يحسب على حزب البعث ، وهذا ما ستثبته الأيام. ومن أهم ما يستفاد من هذه الحادثة أنها أكبر دليل على انفصال الجهاد في العراق عن حزب البعث وعن علاقته بصدام ، وظهور أكاذيب سلطات الاحتلال عندما كانت تصم أعمال المقاومة بأنها تابعة لفلول البعث . ومن أوضح الادلة على أنه لاعلاقة بين صدام والجهاد في العراق ، أنه لو كان مع صدام عدد ذوي سلاح يقاتلون كما هو شأن أهل الجهاد اللذين لم تتمكن أمريكا من النيل منهم في أفغانستان لشراسة قتالهم ، لو كان معه رجال ما كان يمكن ان يستسلم بهذه الطريقة ، بل كان لابد أن يحصل قتال ولو قليل ، وهذا يؤكد أنه كان في قبضة سلطات الإحتلال منذ مدة ، حتى جاء الوقت الذي يكون الإعلان عن اعتقاله وإظهار ذلك بالصورة التي ظهر بها ، يحقق أكبر قدر من الفوائد السياسية والاعلامية والنفسية في المشروع الأمريكي. ولاريب أن أمريكا قد حققت بما حدث رعبا هائلا في نفوس من يعبد هذه الدنيا من الزعامات ، مما سيحملهم على الإذعان لسياساتها إذعانا تاما ، وبهذا تحقق هيمنتها على العالم كله ، تلك الهيمنة التي طالما سعت إليها لاسيما بعدما تصهينت قيادتها تصهينا تامــأ بتسلط "المحافظون الجدد" على مقاليد الأمــور ، ثم بدأت بتنفيذها بعد انتهاء الحرب الباردة ، ولكن هيهات ، فلكل ظالم مصرع ، ومصرع أمريكا آت لامحالة ، ولكن على أيدي من أعدهم الله تعالى لهذا النصر العظيم قال الحق سبحانه ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) والله أعلم
|
|
|