السائل: زائر التاريخ: 19/02/2011 عدد القراء: 16040 السؤال: فضيلة الشيخ من هؤلاء الذين يفعلون هذه الجرائم الشنيعة في البحرين هل هم من طوائف امتنا ، وما علاقتهم بأمثالهم في العراق والكويت والسعودية ؟ وما خطرهم ؟!
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعـد :
ليسوا حتى من طوائف أمـّتنا ، ولايريدون بها خيـراً ، ولا يحملون إلاّ الشرور ، والأحقاد ، والغـلّ علينـا ، ومن يطلع على حقيقة مشروعهم يعلم أنـّه أخطر مشروع يستهدف أمّتنـا ، وهم _ الذين يحركون هذه الفتنة في البحرين من وراء السُّتـُر _ ميليشيات حزبية تابعة للمخطط الإيراني ، نسخة أخرى مطابقة من الميليشيات التي أعملت خناجر الغدر في العراق ، ونشرت الموت في أبنائه ، والإغتصاب في نسائه ، والقتل في أطفاله ،
وكلُّهم _ مع أمثالهم في الكويت والسعودية _ يتلقـّون تدريبا واحدا ، وهـم تابعون لهيئة خاصة بمخطط السيطرة على الخليج في الحرس الثوري الإيراني ، الذي يقود عمليات القمع الوحشية في المعارضة الإيرانية السلمية ، والطغيان على الشعب الإيراني المضطهد ، لاسيما السنة في إيـران طيلة العقود الماضية .
.
وسمعت من مخططاتهم الخفية السريّة ممن اطلع على بعض أسرارها في الكويت هنا، وغيرها من دول الخليج ، لاسيما البحرين ، ما تقشعـر له الأبدان ، وأنهم لايرون لدمائنا _ والله _ حرمـة ، وليس مقصدهم سوى إلحاق هذه البلاد وأهلها بالنظام الطاغية في إيران ، لاحريّة هذه الشعـوب يطلبون ، ولا الحقوق يريـدون !
.
وجرائمهـم في البحرين حلقة من تلك السلسلة الطويلة من الإجرام التي انطلقت مع قيام الثورة الخمينية التي كانت ولازالت كارثة على الأمّة الإسلامية ، وهم يستحلون دماء الشعب البحريني ، سواء الأمن وغيرهم ، بإستحلالهم دماء أهل السنة عموما!
ولاريب أنّ التفريق بينهم وبين نهوض شعوب الأمة ضد طغاتهـا ، هو نفس التفريق بين صف النفاق الذي لم يزل في الأمة من داخلها لهدمها ، وبين بقية أمّتنا بطوائفها المختلفة حتى تلك التي ضلت في تأويل القرآن ،_ ومنها بعض فرق الشيعة _ والله المستعان
وهو خـطّ النفاق ذاته الذي وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عندما قال ودع ما يسمع وينقل عمن خلا فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه ، وما يقرب من زمانه من الفتن ، والشرور ، والفساد في الإسلام ، فإنه يجد معظم ذلك من قبلهم ، وتجدهم من أعظم الناس فتنا ، وشرا ، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن ، والشر ، وإيقاع الفساد بين الأمة.
وأنهم : ( إذا تمكنوا لا يتقون وانظر ما حصل لهم في دولة السلطان خدابندا الذي صنف له هذا الكتاب ، كيف ظهر فيهم من الشر الذي لو دام وقوي ، أبطلوا به عامة شرائع الإسلام ، لكن يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) .
وكـلّ من أوتي بصيرة في دينـه ، يعلم أنّ خـط النفاق هذا إذا تمكّن سيبطل عامة شرائع الإسلام ، وسيعمـل السيف في أمـّة الإسلام ، ومن لم يؤت بصيرة فقـد رأى ما أجرمـوه منذ قتلهم الحجيـج في حرم الله تعالى الآمـن قبـل ، إلى مجازرهـم البشعـة فيما فعلوه في العـراق وغيره .
ولا ريب أن مشروعهم سيفشل ، لأنه ينطوي على الغدر بالأمة ، ومكر السوء بها ، ولايحيق المكر السيء إلا بأهله ، وسيسقط نظامهم الطاغية في إيران ، وسيتساقطون معـه ، سواء هذه الميليشيات الخبيثة في البحرين ، وغيـرها ، وسيكشف الله تعالى عن أمّتنا هذا الخطـر ، كأسلافهم منذ الدولة الفاطمية التي تآمرت على الإسلام والمسلمين إلى الفاطمية الجديدة التي تخطط للهلال الفاطمي من طهران إلى لبنان ، ومن العراق إلى مضيق عمر الفاروق ( مضيق هرمز ) !
ونسأل الله تعالى أن ينير بصائرنا في التفريق بين ما ينفع الأمة , وما يضرها ، وبين ما يخرجها من محنها ، وما يدخلها فيها ، وبين ما يخفف الشر عنها ، وما يزيده فيها ، والله المستعان ، وعليه توكلنا ، هو حسبنا وعليه فليتوكّل المتوكّـلون . |