|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 16978 السؤال: الرد على تعلق النصارى بتنقيط المصحف وقصة عبدالله بن أبي السرح ؟
جواب الشيخ: السؤال:
هذه شبهة أرودها نصراني يعيب بها دين الاسلام فكيف الرد عليه :
السؤال الأول :
كتب القرآن الأصلي بدون تنقيط أو تشكيل ولكنه نقط بعد وفاة النبي بما يزيد عن المائتي عام والنقطة في اللغة العربية ربما تقلب المعنى رأسا على عقب، ما هي الضمانة على مطابقة القرآن الحالي بالأول؟ فالتشكيل هو الذي غير القراءات حتى اقتتل العرب وهذا الذي دفع عثمان أن يوحدهم على قراءة واحدة مخالفا أحاديث محمد على أن للقران سبع قراءات أين وما هي السبع قراءات؟.
_______________________
علماُ بأني قد رددت عليه شفويا بأن لدينا قراءات متواترة الي الرسول صلى الله عليه وسلم فالتشكيل نقل وتم بناء على اسانيد القراء المتواترة .
_______________________
السؤال الثاني :
جاء في سورة الأنعام 6: 93 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
قال البيضاوي: أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء - لعبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما نزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين فلما بلغ قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر قال عبد الله تعجباً من تفصيل خلق الإنسان. فقال عليه الصلاة والسلام: اكتبها فكذلك نزلت. فشك عبد الله وقال: لئِن كان محمد صادقالقد أُوحيَ إليّ كما أوحي إليه، ولئِن كان كاذبالقد قلتُ كما قال .
ذكر في السيرة للعراقي: إن كتّاب محمد كانوا اثنين وأربعين كاتباً. منهم عبد الله بن سرح أبي العامري وهو أول من كتب من قريش بمكة ثم ارتدّ وصار يقول: كنت أصرف محمداً حيث أريد. كان يملي عليَّ عزيز حكيم فأكتب عليم حكيم فيقول نعم كلٌ سواء. وفي لفظ كان يقول اكتب كذا، فأقول اكتب فيقول اكتب كيف شئت. ولما فضحه هذا الكاتب أورد في القرآن قوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أُوحي إليّ ولم يوح إليه شيء .
ولما كان يوم الفتح أمر محمد بقتل كاتبه، ففرَّ إلى عثمان بن عفان لأنه كان أخاه من الرضاعة (أرضعت أمُّه عثمان). فغيَّبه عثمان عنه. ثم جاء به بعدما اطمأن الناس واستأذن له محمداً. فصمت محمد طويلاً ثم قال نعم. فلماانصرف عثمان قال محمد لمن حوله: ما صمتُّ عنه إلالتقتلوه.
ونحن نسأل: كيف يكون محمد نبياً وهو يستحسن أقوال كتبته ويأمر بتدوينها على أنها وحي؟ وكيف يكون محمد نبياً وهو يؤمِّن عبد الله بن سعد على حياته ثم يحرِّض الناس على قتله؟
*****************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى عيسى عبدالله ورسوله وعلى النبين الكرام ، اللهم صل على محمد وعلى آله كما صليت على ابراهيم وعلى آله في العالمين إنك حميد مجيد .
أما الجواب على التنقيط فإن هذا المعترض جاهل بالتاريخ فلم يكن تنقيط المصحف بعد مائتي عام ، قال السيوطي رحمه الله : ( اختلف في نقط المصحف وشكله ، ويقال أول من فعل ذلك أبو الأسود الدؤلي بأمر عبد الله بن مروان وقيل الحسن البصري ويحيى بن يعمر ، وقيل نصر بن عاصم الليثي … وقال مالك لابأس بالنقط في المصاحف … وأخرج أبو داود عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا لاباس بنقط المصاحف ، وأخرج عن ربيعة بن عبد الرحمن أنه قال : لاباس بشكله انتهى ، ومعلوم أن الحسن وابن سيرين من كبار التابعين ، فكيف يقال إن التنقيط حصل بعد المائتين .
وأيضا فإن القرآن منقول بالتواتر بالحفظ بالصدور ، فهذا هو الأصل الذي ترجع إليه حتى المصاحف ، ولهذا لو لم يبق في الأرض مصحف مكتوب ، فإنه لا يضيع القرآن ، وإنما كانت ولازالت المصاحف المكتوبة بالنقط ، ومن قبل التنقيط ، تقابل على مافي الصدور ، ولهذا فإن فائدة التنقيط ليست لحفظ القرآن المنقول بالتواتر ، وإنما لتسهيل القراءة على العامة فحسب ، أما القرآن فإنه محفوظ في الصدور ، ومعلوم أن المحفوظ في الصدور منقول بالسماع لا يحتاج فيه إلى تنقيط أصلا ، ولكن هؤلاء الجهال النصارى يظنون أن القرآن لم يحفظ إلا بالخط المكتوب ، واعتمادا على ذلك فحسب نقله المسلمون !!
ولو كان الأمر كذلك ، لضاع القرآن وحرّف ، ولهذا قال تعالى ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) وفي الحديث (وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظانا) رواه مسلم ، أي إن اصله في الصدر ، ليس في قرطاس فيغسل الماء ما فيه ، وهو في صدرك محفوظ سواء كنت نائما أو يقظانا لا يختلف ، ولا تخاف عليه الضياع ، وهكذا نقل من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم بالتواتر إلى يومنا هذا ، يحفظه الملايين في صدورهم ينقلونه إلى الملايين ، حتى إن كثيرا منهم لا يعرف القراءة وإنما يأخذه بالسماع .
---------------
وأما القراءات السبع فقد كان القرآن قد نزل على سبعة أحرف من لغات العرب ، ليسهل عليهم معرفته وحفظه أول نزوله ، فلما انتشر الإسلام ، واستقر أمره ، وعلا شأنه، لم يعد ثمة حاجة إلى بقاء تلك القراءات ، لاسيما وقد أدت إلى اختلاف الناس حديثي العهد بالإسلام فيما بينهم ، كل يدعي أن قراءته هي الحق وسواها باطل ، مع أنها كلها حق ، ومعانيها واحدة ، ليس بينها تناقض ، غير أن الناس قد جُبلوا على الاختلاف والتخالف ، فاجتهد عثمان رضي الله عنه أن يوحد الناس على قراءة قريش ، لان معاني القرآن حاصلة بهذه القراءة كما تحصل بغيرها ، وفائدة التعدد في القراءات لم تعد قائمة بعد انتشار الإسلام ، وأجمع الصحابة على أن هذا التوحيد على قراءة قريش اجتهاد في محلّه ، فبقيت قراءة قريش التي فيها أيضا لهجات عدة وهي القراءات السبع التي يقرأها القراء اليوم ، فهذه ليست هي الأحرف السبع كما يخطئ كثير من الناس ، بل هي لهجات في قراءة قريش فقط ، وهو الحرف الذي أبقاه عثمان رضي الله عنه واتفق الصحابة عليه ، وقد جعل رسم المصحف محتملا لهذه القراءات السبع ، وكلها منقولة بالتواتر .
----------
أما عبد الله بن أبي السرح رضي الله عنه ، فالعجب أنه قد أسلم وحسن إسلامه وأكذب نفسه فيما كان يدعيه في ردته ، ومع ذلك يتعلق هؤلاء النصارى بما قاله حال الردة ، وأما إنه توقع أن تختم الآية بقوله تعالى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، فهذا إنما يدل ـ لو صح ـ على أن القرآن قد بلغ من البلاغة غايات لا تدرك ، وقد قيل في صفة كلام البليغ إن النفوس المتذوقة للبلاغة ، تنساب مع نظام الكلم حتى تتوقع ما ينبغي أن يكون عليه في كمال البيان فيقع كما توقعت ، وأعلى وأحسن بيانا ، ولهذا فقد روى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن صالح أبي الخليل قال : لما نزلت هذه الأية على النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوله ( ثم أنشأناه خلقا آخر ) ، قال عمر : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) قال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده : إنها ختمت بالذي تكلمت به يا عمر ) . وعلى أية حال فقد أسلم عبد الله بن أبي السرح وشهد للقرآن بأنه منزل من الله تعالى ، وأكذب نفسه فيما ادعاه ، ونصر هذا الدين العظيم وجاهد في سبيله ، فلماذا لاياخذ الملحدون بما قاله عبدا لله بن أبي السرح بعد إسلامه ، ويصرون على ادعاء ما تبرأ منه مما قاله في حال ردته !!
___________
وهؤلاء النصارى يظنون أنه لم يكن ثمة طريقة لحفظ القرآن إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمليه على عبد الله بن أبي السرح فيكتبه ، ولهذا فما وقع فيه من تغيير ، فهو دليل على بطلان القرآن !! هكذا يظنون بجهلهم !!
وكم في هذا القول من جهل فاضح ، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقّن القرآن للصحابة رضي الله عنهم جميعا ، وكان يحفظه منهم العدد الكبير والعشرات ، وكان بعضهم يختص به أكثر من غيره ، ولهذا كان المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة سبعة : عثمان وعلي وأبي وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الاشعري ، كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء ، وقد قرأ على أبيّ جماعة من الصحابة أيضا منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب ، وأخذ ابن عباس عن زيد أيضا ، وأخذ عنهم خلق من التابعين ، فمنهم من كان بالمدينة ابن المسيب ، وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء ابن يسار ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القاري وعبد الرحمن بن هرمز والأعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن أسلم ، وبمكة : عبيد بن عمير وعطاء بن أبي رباح وطاوس ومجاهد وعكرمة بن أبي مليكة ، وبالكوفة علقمة والأسود ومسروق وعبيدة وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بين خيثم ، وعمرو بن ميمون وأبو عبد الرحمن السلمي ، وزر بن حبيش ، وعبيد بن نضيلة ، وسعيد بن جبير ، والنخعي والشعبي ، وبالبصرة : أبو عالية وأبو رجاء ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر والحسن وابن سيرين وقتادة ، وبالشام : المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان ، وخليفة بن سعد صاحب أبي الدرداء ، وقد انتشرت القراءة بالقرآن من غير هؤلاء عن غير شيوخهم عن غير أولئك الصحابة رضي الله عنهم ، فهو متواتر ينقله الجيل عن الجيل في صدورهم .
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر ابن أبي السرح في شيء من الأحاديث على أنه يؤخذ منه القرآن ، وإنما قال : خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود ، وسالم ومعاذ وأبي بن كعب رواه البخاري أي تعلموا منهم ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت قد شاركهم في حفظ القرآن ، بل كان الذين يحفظون مثل الذي حفظوه وأزيد جماعة من الصحابة ، وفي صحيح البخاري في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقول لهم القراء وكانوا سبعين رجلا .
وبهذا يعلم أيضـاأن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يتبع ما يقوله ابن أبي السرح في القرآن ، فكيف يلقّن الصحابة غير ذلك !! ، ومن المعلوم أن العاقل لا يوقع نفسه في هذه الورطة بهذه السهولة ، فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمح لابن أبي السرح أن يضع ألفاظ القرآن من عند نفسه ، ثم يلقّن النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة قراءات أخرى ، لحكم على ما كان يصفه بأنه أعظم دلائل نبوته ، لحكم عليه بالبطلان بأسهل طريق !!
مع انه كان باعتراف أعداءه أذكى الناس، وأعظمهم تدبيرا ، وأحسنهم سياسة ، وأقدرهم على التصرف الصحيح في أحلك المواقف وأصعبها ، فكيف يخفى عليه أن يحسن هذا التدبير الذي يحسنه من هم من أواسط الناس ، أعني أن يحفظ ما يمليه من القرآن من الاضطراب والتناقض ، فيجعل مصدره واحدا منضبطا لئلا يتقوّل أحد عليه ؟!!
فهؤلاء النصارى الأغبياء ، لا أدري كيف يصوّّرون رجلا قلب أحوال العالم بأسره ، وأخرج أمّة حكمت نصف الكرة الأرضية ، وملأت الدنيا نورا وعلما وهدى ، وكان هذا الرجل قد انطلق من لاشيء من المعطيات في عصره ، بل بدأ من الصفر كما يقال ، يصورونه على أنه ساذج إلى درجة أنه لا يحسن تدبير ضبط نقل كتابه ، الذي قال عنه إنه علامة نبوته ، ومعجزته الخالدة ، لا يحسن تدبير هذا الأمر الصغير بأبسط التدابير التي يعرفهـا أي عاقل ؟!!
فإما أن هؤلاء النصارى الذين يقولون هذه الشبهات بلغوا من الغباء منتهاه ، بل تعدّوا ذلك إلى درجات الحمق ، أو أنهم يستغفلون من يلقون عليه هذه الشبهات السخيفة !!
__________
أما قولهم : كيف يؤمن عبد الله بن أبي سرح ثم يقتله ، فلم يؤمنه على حياته ، ثم يقتله ، هذا محض افتراء ، بل لما أمّنه نهى عن قتله ، وقبل أن يؤمّنه كان صلى الله عليه وسلم صامتا ، ينتظر أن يقوم أحد من الصحابة ليقتله بعد أن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه .
فلما لم يقم أحد ، قبِلَ فيه شفاعة عثمان رضي الله عنه ، فأمّنه ، وبعد ذلك حرم قتله ، وهذا الصحابي حسن إسلامه ، وأكذب نفسه فيما كان يدعيه حال الردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونصر الإسلام وجاهد في سبيله ، ومع ذلك يصر النصارى على التعلق بما كان عليه حال الردة مع أنه ندم عليه ، فالعجب من حقدهم على هذا الدين العظيم الذي بشر به عيسى عبد الله ورسوله عليه السلام وعلى أمه الصديقة وعلى سائر أنبياء الله تعالى . والعجب أن هؤلاء النصارى اعترفوا من حيث لايشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل عبدالله بن أبي السرح ، مع أنه كان قادرا على قتله , ولم يكن ثمة شيء يمنعه لو أراد أن يقتله ، رغم أن ابن أبي السرح كذب عليه وحرض على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقتاله ، ثم أقر بجريرته ، ومع ذلك قبل النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة عثمان رضي الله عنه فيه ، في ساعة كان النبي صلى الله عليه وسلم أعز ما يكون القائد فيها ، وأقدر ما يكون على الانتقام من أعداءه ، ولو أنه قام بنفسه وقتله لما لامه أحد في تلك الساعة ، ومع ذلك فقد تركه ولم يقتله ،واكتفى بالصمت لعل أحدا يقتله بالحكم السابق ، فلما لم يفعل أحد ذلك ، عدل عن قتله ، وقبل الشفاعة فيه ، وعفى عنه. فدل هذا على نقيض مايروجه النصارى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب القتل وسفك الدماء ، فقد أقروا بكذبهم وهم لايشعرون والله أعلم
|
|
|