السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6686 السؤال: الرفق بالمنتديات؟
جواب الشيخ: السؤال:
كثيرا مايكتـب بعض المشاركين حديثي الاقبال على الدين في المنتديات الإسلامية عن قضاياسياسية منطلقين من مفاهيم مغلوطة مغروسة في أذهانهم مسبقا من غير وعي منهم لخطورتها ،ومن الصعب تغييرها بسرعة ، وربما لجأ البعض إلى أسلوب المواجهة المباشرة معهم فينفرون ، فما هي الطريقة السليمة للمعالجة بارك الله فيك !!
**************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
ينبغي أن لايغيب عن أذهاننا ، أن المنتديات العامة أشبه بالمكان العام، أو مثل السوق ، يدخلها المبتدئ ، وطالب العلم ، وأولئك الذين لايملكون أي خلفية شرعية ، ولا يدرون عن واقع الأمة إلاّ النـزر اليســير، وكذا من هو متأثر بوسائل الإعلام التي باتت تصنع وعي عامة الناس وتزيّف لهم كثيرا من مفاهيم الإسلام ، وربما تقلب المفاهيم الشرعية إلى ضد مقاصدها ، وقد امتلأت هذه الوسائل الإعلامية ، بشيوخ يتكلمون باسم الدين والعلم الشرعي ، فيقلبون الحق باطلا والباطل حقا .
وإنّ من الحكمة عندما نستقبل الناس في مثل هذه الأماكن المفتوحة ، أن نراعي أحوالهم ، ونأخذهم بالرفق واللين ، ونستدرجهم للحق بالحكمة ،
وربما اقتضى ذلك أن نغض الطرف عن بعض ما يقولون إلى حين نجد الفرصة أنسب لتغيير مفاهيمهم ، فيكون لكلامنا وقع أقوى ، وأثر أنفع.
وذلك كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الأعرابي يبول ـ أجلكم الله ـ في المسجد حتى انتهى ، ونهى الصحابة عن زجره حتى يفرغ .
وأيّ منكر أكبر من البول في المسجد ؟!
ومع ذلك تركه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى انتهى ، ثم دعى بماء فأهريق على بوله ، ودعا به فعلّمه برفق ، وكذلك عامة الناس ،ومنهم المقبلون حديثا على الهدى والتوبة ، نحتاج أن نمرر ـ غاضين الطرف بعض الشيء ـ بعض ما يحملونه من مفاهيم خاطئة ، إن كان المقام يقتضي تأجيل الانكار ، إلى حين يكون التعليم أنسب والفائدة أجدى فحسب ، ولايجوز السكوت عن المفاهيم الخاطئة حتى تصبح هي السائدة بين الناس .
وينبغي أن يُراعى هنـا شيء مهم جدا ، وهـو أن عامّـة الناس مجبولون على التعلق بالأشخاص لاسيما الزعماء الذين تضع وسائل الإعلام التابعة لهم هالات من التمجيد الزائف ، فإننا لو أردنا أن نزيل المفاهيم الخاطئة المتعلقة بهم ، بأسلوب البدء بمهاجمة ذواتهــم ، يضيع المفهوم الذي نريد توصيله في معمعة الجدل والتعصّب ، فلا نحن نقلنا الناس إلى المفهوم الصحيح ، ولا سلمنا من تبعات الجدال والقيل والقال ، فضلا عن إحتمال فقدان المنبر الذي نستفيد منه للدعوة والإصلاح .
والمقصود أن أسلوب البدء بتصحيح المفاهيم بعيدا عن (شخصنة القضايا) ، وجعل المخاطب بنفسه يستنتج تناول المفهوم الشرعي للأشخاص ، أفضل بكثير من العكس ،
نعم هذا الأسلوب يحتاج إلى وقت ومعالجة وصبـر ، ولكن نتائجه سليمة وموصلة للهدف ، ولهذا كان هذا هــو أسلوب القرآن والسنة في نشر الدعوة والله أعلم |