السائل: زائر التاريخ: 08/01/2010 عدد القراء: 7954 السؤال: عودة إلى مشكلة المجاهيل ؟؟!!
جواب الشيخ: فضيلة الشيخ من هو الذي يقصده الإمام الشافعي بقوله حدثني الثقة ، وهل يكفي تعديله بقبول روايته ، وهل يعني طرح رواية المجهول ، وتجاهل قوله وفتواه أنه غير صالح أو أنه فاسق في الواقع ، الرجاء الإجابة سائلين الله لك الإحسان والمغفرة ؟!
ــ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
،
في شرح التبصير 2/34 ، ( قال الحافظ العراقي عن بعض أهل المعرفة بالحديث : إذا قال الشافعي في كتبه : أخبرنا الثقة عن ابن أبي ذئب فهو ابن أبي فديك ، وإذا قال : أخبرنا الثقة عن الليث بن سعد فهو يحيى بن حسان ، وإذا قال : أخبرنا الثقة عن الوليد بن كثير ، فهو أبو أسامة ، وإذا قال : أخبرنا الثقة عن الأوزاعي فهو عمرو بن أبي سلمة ، وإذا قال : أخبرنا الثقة عن ابن جريج ، فهو مسلم بن خالد ، وإذا قال : أخبرنا الثقة عن صالح مولى التوأمة فهو ابراهيم بن أبي يحيى )
فهو ليس شخصا واحدا ، ولايكتفى بالتعديل على الإبهام ، كما لو قال المحدث : حدثني الثقة ، لأنّه قد يكون ثقة عنده ، ويكون مجروحا بجرح مفسر عند غيره من الأئمة فيما لو أظهر إسمه ، كذا ذكر المحققون .
وتنبه أن طرح روايته ، وعدم الأخذ بفتواه ، ورأيه ، لايعني أنه معدوم الوجود ، ولا أنه لايصدر منه ما يحمد عليه في الواقع ، فهذا شأن آخر ، والمجاهيل الذين يضرب على روايتهم ، ويطرح رأيهم ، ولايجوز تقليدهم ، ولا تؤخـذ فتواهم حتى في الفروع ، فضلا عن الأصول ، في الغالب مسلمون ، بل قد يكونون ممن ترجى بركة دعائهم كما قال الإمام مالك ، لكن شأن العلم شأن آخر بارك الله فيك ، ومع حدوث بدعة العصر في القدرة على مخاطبة الجمهور من وراء الحُجُب ، ربما يكون المجهول الذي يتكلم في العلم مهندسا ، أو طبيبا ، أو صانعا ، أو رجل شرطة ، أو مخبر عندهـم ، ..إلخ ، فلايصلح للفتيا ، ولا يؤخذ قوله في تعاطي مسائل العلم ، فإن كان صالحا فلنفسه ، وإن كان طالحا فعليها ، والمقصود ليس هذا ، وإنما ضبط العلم الموروث عن سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقد ذكرنا فيما مضى أن قبول المجاهيل رواية أو دراية في هذا العلم ، إزراء بميراث النبوة ، وحط من قدره.
والله أعلم |