السائل: سائل التاريخ: 20/01/2007 عدد القراء: 8957 السؤال: ياشيخ نريد جوابا مفصلا وعاجلا عن دور أهل السنة في المشهد اللبناني؟
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :
أما سؤالك عن المشهد اللبناني ، فهو يحتاج إلى كتابة مفصّلة لعلّها تأتي لاحقا ، وإذ طلبت الجواب على عجالة ، فهذه جملة مختصرة ،
ولايخفى أنه في الحقيقة صراع بين المشروع الإيراني ممثلا بحزب حسن نصر الصفوي ، وبين المشروع المدعوم غربيا ممثلا بما يسمّى بكتلة الحريـري.
والإسلام بلاريب مستهدف من قبل المشروعين ولكنْ خطر المشروع الإيراني أشـدّ ، وألـحّ ، وهـو خطـر قريب ، ومراوغ ، يستغل شعارات زائفة للوصول إلى أبتلاع المشروع الإيراني للبنان برمته ، ثم سيكون أول من يصطلي بناره هم أهل السنة والجماعة ، كما حدث في العراق تماما ، ولم يزل في إيران نفسها .
ولهذا الواجب على علماء أهل السنة ودعاتهم أنْ يسعوْا لإفشال المشروع الصفوي الإيراني ـ فتأييده غفلة شديدة وجهل مركـب وسذاجة بالغة ـ لكن من غير تلطيخ أيديهم أيضا في المشروع الغربي بل بسلوك سبيـل متزن يوازن بين الإسهام في إفشال المشروع الإيراني الصفوي ممثلا بحزبه حزب حسن نصـر ، وبين الحفاظ على المسافة المطلوبة بينهم وبين الإرتماء في أحضان المشروع الغربي الخطير أيضـا،
وتقدير الوسائل السياسية الكفيلة بتحقيق هذا التوازن يرجع فيه إلى حنكة رموزهم الدعوية والسياسية .
فللعلماء والدعاة دور يليق بمكانتهم التي ينبغي أن لا تلطخ بمواقف سياسية مريبة في وضع حساس كما يجري في لبنان ، ،وللسياسيين دور ، ولعامة أهل السنة كذلك ،
وكلّما صبت هذه الأدوار كلّها في إفشال المشروع الإيراني في اللحظة الراهنة ، فإنّ مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني بعد ذلك ستكون أشدّ يُسرا .
ومعلوم أنّ المسلمين في البيئات التي تختلط فيها الشرور وتتزاحم ، يصيرون إلى أهونها شرا ، فتُرتكب أهون الأضرار دفعا لإعلاها
وأيضا الواجـب على أهل السنة في لبنان ، الإستفادةمن الوضع السياسي الحالي لبناء مؤسساتهم ـ لاسيما الدينية ـ التي تُكرس وجودهم، وتحمي مشاريعهم الإسلامية ، ودعاتهم ، وعلماءهم ،
فأهل السنة في لبنان أقوى , وأكثر ، وأحقّ بكثير مما أُعطى لغيرهم ، إبّان الهيمنة السورية على لبنان ، ولكنْ تضيع عليهم الفرص غالبا ، ويتقاعسون عن الإستفادة منها بطريقة صحيحة، والله المستعان .
والله أعلم
|