السائل: زائر التاريخ: 20/10/2009 عدد القراء: 9056 السؤال: ما رأيك فضيلة الشيخ في تصريح حماس بإدانة ما قام به (جند الله ) ، ومن هي هذه الجماعة وما تعليقك على التفجيـر ؟!
جواب الشيخ: الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه وبعد :
فنحيل السائل على جواب سابق يتضمن نقدا لحركة حماس يشتمل على ما يشبه ما سأل عنه السائل
تنويه من إدارة الموقع : التواريخ الحقيقية للمقالات في تلك الفترة سابقة لما ذكر في الموقع ـ أي قبل أكثر من 3 سنوات ـ لأنه قد تم إعادة نقـل كل المقالات مرة أخرى كتابة ، بعدما تعرض الموقع لهجوم عام 2006م
هنــــا
كما نحيله على نقد آخر تعليقا على دخول حماس الإنتخابات
هنــــا
وعلى هذا الجواب
هنــا
وهذا الموقف الذي يوازن بين النصح ، والنقد ، والإرشاد ، وبين الدعم ، والتأييد ، هو نفسه قديما ، وحديثا ، لم يتغير منه شيء في أجوبتي ، بالنسبة لحركة حماس ، ولجميع الجماعات الإسلامية ، والجهادية المباركة ، ويجد السائل هذا في مقالات ، وفتاوى متعددة ، في الموقع ، عبر سنوات تأسيسه ، كما بيّناه في رسالة تحرير قاعدة التعارض بين المصالح والمفاسد التي نشرت طبعتها الأولى قبل 12 سنة تقريبا ، وهي منشورة على الموقع.
وهـذا هــو نهج أهل السنة والجماعة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وكذلك محبة من يعمل حسنات، وسيئات ، بل لا يتنافى عندنا ـ أي أهل السنة والجماعة ـ أن يجتمع فى الرجل الحمد ، والذم ، والثواب ، والعقاب .. ولكن الخوارج والمعتزلة تنكــر ذلك ، وترى أن من استحق الثواب ، لا يستحق العقاب ، ومن استحق العقاب ، لا يستحق الثواب ، والمسألة مشهورة وتقريرها في غير هذا الموضع) مجموع الفتاوى 4/468
ثم تغليـب جانب النقد على الدعم والتشجيع أو العكـس ، إنـما هـو تابـع لمقتضى الحال ، وما تحتاجـه منـّا هذه الحركة الإسلامية الجهادية المبتــلاة بكثـرة الأعداء ، والمتربّصين ، و(المتنفّعين) من القضية الفلسطينية ، في خضم صراعها مع الأعداء ، وفي ظـل تحالفتها التي تجتهد في إضطرارها إليها .
وهذا الموقف الشرعي يجب أن يقفه كــلُّ مسلم ، فمن ذا الذي يدّعي البراءة من العيوب ، والنزاهـة عن الخطأ ، بل من ظن نفسه مبرءاً من كلِّ عيب ، مطهــّرا من كلّ نقص ، فهو الذي غـرّته نفسه ، وغـرّه الغـرور ، وذهـل عـن ( صلاح الدين ) ونسي ( العاضـد ) ، منه على حفظ النفس من الكبر على الناس.
ونسأل الله أن يطهر نفوسنا من حظوظ الهوى فلا نفرح بالزلاّت لنكسب المواقف ، ولا ندع بيان الحق لنرضي الخلـق.
كما ننوّه إلى أن هذا إنما هو موقف عام ، تابع لنهج ثابت ،
وأما جماعة (جند الله) فلازلنا نحتاج إلى معرفتها أكثـر لنجيب على السؤال ، كما الحدث الذي وقع في بلوشستـان ،
مع دعمنا لقضية البلوش المظلومين في الجملة ، وقضية الأحواز المحتلـّة المنسية ، وكلّ أهل السنة في إيران ، وكلَّ المضطهدين فيها من شعبها النبيل عموما، مما يعانونــه مـن ظلــم نظام طهران المستبـد.
مع أنّ تسليطها القدري على نظـام هـو عدوّ الله والإسلام بل من أشد أعداء دين المرسلين ، من سنن الله التي يفرح بها المؤمنـون ، فسبحان من سقى هذا النظام من كأس العقلـم الذي أذاقه ، ويذيقه لأمتنا العظيـمة في العراق ، وفي أفغانسـتان ، واليمن ، وغيرها ، وقبل ذلك لأهل السنة في إيران عبر عقـود ،
وسبحان من أعـاد عليه مـا يمكــر به على سائر بلاد الإسلام ، ملتحفـا التفاخر بدعمه المقاومة في فلسطين ، في زمــن تنكّـر لها ، بل خانها الأقربــون.
ونسأل الله أن يرينا في هذا النظام عجائب قدرته في مستقبل الأيام.
والله الموفق |