|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 8154 السؤال: الرد على الاشعرية في نفي الحرف والصوت ؟
جواب الشيخ: السؤال:
فضيلة الشيخ حامد العلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو الدليل من السنة وآثار السلف على أن القرآن الكريم كلام الله بصوت وحرف، الأشاعرة حجتهم أن الصوت يستدعي التجسيم وهو محال على الله، والحرف يلزم التعاقب وبالتالي للزم الحدوث وهو محال على الله .... فما هو الدليل الشرعي على أن القرآن كلام الله عز وجل بصوت وحرف ؟
جزاك الله خيرا
******************
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الدليل على الحرف الحديث ( لا أقول "ألم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) ـ وكون القرآن مؤلف من حروف ظاهر طبعا --------------
والصوت ورد في حديث ( فينادهم بصوت يسمعه من قرب كمن بعد ) أي يوم القيامة كما في الصحيح
---------
وقد ذكرنا من قبل أن الشبهات العقلية التي ترد بها نصوص الصفات الالهية لاتنضبط ، وأن جعلها معيارا في صرف نصوص القرآن والسنة في صفات الله تعالى إفساد عظيم ، وتخبط كبير ، ومنهج خطير ، فالمعتزلة يقولون إن برهان عقولهم دلهم على أن الصفات كلها تركيب يقتضي التجسيم فأوّلوها كلّها ،وحتى الخلق عندهم ليس هو فعل يقوم بذات الله تعالى ، ولاصفة يتصف الله تعالى بها ، وعندهم لو قام بذاته فعل الخلق للكون في ستة أيام فهو تعاقب باطل أيضا عندهم ، وكذا سمع الله تعالى لأصوات العباد تعاقب ، فنفوا صفات الله تعالى كلها على هذا الاصل نفسه ، وتأمل أيضا أن بعض الماتردية يثبتون صفة الرحمة مثلا ، ويقولون العقل لايحيلها ، وأن متقدموي الاشعرية الكلابية كالباقلاني وأبي عبدالله بن مجاهد يثبتون العلو والوجه واليدين ويقولون لايقتضي ذلك التجسيم كما بينت أقوالهم في رسالة أم البراهين ، بل الفلاسفة الذي وضعوا المنطق العقلي يقولون البرهان العقلي يدل على علو الصانع الاول على الكون كما ذكر ابن رشد في مناهج الادلة وذكرت كلامه بطوله في أم البراهين في معرض الكلام على بطلان جعل العقول معيارا يفهم على ضوءه أسماء الله وسفاته
-------
ولعمري ماالذي جعل عقول بعض متأخري الاشعرية من بعد أبي المعالي هي المعيار الاوحد على نصوص الشرع ؟! يحكمون بها على مالاتقبله عقولهم من صفات الله تعالى فيقولون هو مأول ، وما تقبله فيقولون هو مثبت ، وكيف ليت شعري خفيت على سلف الامة من الصحابة والتابعين هذه البراهين العقلية في أهم المطالب الدينية ، واهتدى إليها الرازي وأبو المعالي وجاء من بعدهم ففرعوا على أقوالهما تقليدا لهما إلى يومنا هذا ، ومن الذي أعطاهم الحقوق الحصرية في احتكار البراهين العقلية التي تحكم على نصوص صفات الله تعالى العليّة ، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم
---------------
ثم إن نفي الحرف والصوت المسموع من الله تعالى يعني تأويل آلاف النصوص التي يفهم ظاهرها بأن الله تعالى تكلم بكلام مسموع ، كما كلّم الملائكة قبل خلق آدم ،وكلّم آدم ، وكلّم موسى في شاطىء الواد الايمن في البقعة المباركة من الشجرة ، وكلّم خير خلقه أجمعين ليلة المعراج ، ويكلّم الخلق يوم القيامة ، ويكلّم أهل الجنة ، وفي ذلك من النصوص التي لاتحصى كثرة ، وكلها تدل على أن الله تعالى كلمهم بصوت سمعوه منه ، وفي بعضها أنهم أجابوه ، ورد عليهم بصوت مسموع ، وهذا واضح يفهمه كل عاقل من القرآن على ظاهره اللائق بالله تعالى ، على اساس ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ولا يحتاج إلى فلسفة وتحذلق أهل الكلام المذموم
--------------
فهل يقول عاقل : إن هذا كله على خلاف ظاهره ، ويجب تأويلـه ؟! وأن هذه النصوص كلها ، لاتدل إلا على الكلام النفسي الذي لايفهم عاقل معناه غير أن الله تعالى لايسمع منه كلام ، فهو كالعاجز الذي لايمكنه ان يعبر عما في نفسه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرة ، ولهذا هم يقولون : إن الله تعالى لايعلم مراده ، إلا بأن يخلق حروفا وأصواتا تدل عليه : كالابكم العاجز تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ، فإما يخلق الحروف في اللوح المحفوظ، فيقراها جبريل وينزل به على من شاء من عباده ، أو اصواتا في الهواء ، فيسمعها من شاء من خلقه فجلعوا رب العزة أنقص من المخلوق القادر على الكلام متى شاء تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ثم إن كل الاصوات في الكون مخلوقة لله تعالى ، وكل الحروف مخلوقة لله تعالى أصلا ، سبحانه خالق كل شيء ، فما الذي يميّز تلك الاصوات والحروف التي يخلقها لجبريل عليه السلام أو موسى عليه السلام أو من شاء من أنبياءه وخلقه ، حتى تكون كلامه ؟1 سبحان اللهم هذا بهتان عظيم
-----------
ثم إن هذا يعني أن القرآن المؤلف من السور والايات مخلوق مع أن السلف شنعوا على قائل هذه المقالة ، ولم يقصدوا طبعا إلا القرآن المنزل المؤلف من السور والايات ، لم يقصدوا عندما كانوا يشنعون على من يقول القرآن مخلوق ، لم يقصدوا الكلام النفسي ، فإنهم لم يعرفوا هذاالذي يسمى الكلام النفسي ، ولم يعرفه أحد ، في عصور السلف كلها ، حتى أحدثه ابن كلاب وأخذه منه الاشعري قبل ان يرجع عن مذهبه إلى مذهب أهل الحديث بأخرة ، وتجد في رسالة أم البراهين في آخرها في الجزء الثاني الرد على الاشعرية ومذهبهم الباطل في مسألة كلام الله تعالى والله أعلم |
|
|