السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6508 السؤال: هل تؤيد الدعوة إلى اشهار الاحزاب ولماذا ؟
جواب الشيخ:
السؤال:
الجواب على الاسئلة الكثيرة التي وردت عن سبب عدم تأييدي لاشهار الاحزاب .
*********************
جواب الشيخ:
الذي أعلنته ـ ولازلت أقوله ـ في مجلة الزمن منذ فترة طويلة ، أن الكويت ليست جاهزة لنظام الاحزاب ، وأنه سيزيد الوضع السياسي تعقيدا ، السبب هو عدم تغيير المادة الثانية في الدستور ، لان الاحتكام إلى الشريعة وحدها بحيث لايجوز أن يشاركها أي مصدر آخر ، الامر الذي أجمعت عليه الامة الاسلامية ، وهو أصل عظيم ومن أهم ثوابت هذا الدين ، ومن المعلوم من الدين بالضرورة ، لان هذا الاصل لم يستقر بعد في الدستور الكويتي ، ولهذا فالاحزاب العلمانية تريد الدستور على ماهو عليه دون تغيير ، لانها تجد في عدم النص على الاقتصار على الشريعة مجالا رحبا للاشراك في المصدرية التشريعية ، وواقع جميع القوانين الوضعية أصلا إنما يستمد من منح الدستور المشرع هامشا يمكنه من سن القوانين الوضعية ، فالواجب البدء أولا بتعديل الخلل في الدستور ، هذا هو رأيي قلته ولازلت أقوله ، وارجو من الكتاب الاسلاميين المتناقشين في الصحافة وفقهم الله أن يبدوا قناعاتهم الشخصية بعيدا عن الاجتهادات الشخصية في تفسير كلام الاخرين
وأنوه إلى أنه إذا أقر نظام الاحزاب يوما ما فالجواب أن ينظر أهل العلم الشرعي في تعارض المصالح والمفاسد ، وتكون الفتوى بحسب ما يترجح من ذلك ، كسائر مسائل العصر التي تدخل في هذا الباب ، والتي ابتلي المسلمون بهادون أن يتمكنوا من اختيار واقعهم حسب الشريعة الاسلامية .
كم أنوه أن هذه المسألة تختلف عن موافقة العلمانيين أو حتى أهل الكتاب في أمر جزئي يكون من الحق وفي موافقتهم عليه مصلحة للمسلمين ، أما الدعوة إلى اشهار الاحزاب في الكويت ، فلا أؤيد الدعوة إلى اشهارها الان، فلسنا جاهزين لها قبل تعديل الدستور ، فهذه الاحزاب ـ إلا الاسلاميين ـ أحزاب عقائدية متدثرة بأثواب سياسية فقط ، وهذا في غاية الوضوح ولايكاد يخفى على أحد ، ودعوتها وأهدافهاتخالف أصول الدين ، بل هي تدعو إلى كل فساد وضلال ، وقد كتبت مبينــــاحقيقة ما تدعو إليه ومحذرا منها رسالة صغيرة بعنوان ( البيان لخطر الاحزاب العلمانية الليبرالية على الدين والاخلاق وشريعةالقرآن ) وهي رسالة مطبوعة ومنشورة في هذا الموقع والله المستعان . |