السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 7081 السؤال: هل صح الامر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، واسئلة أخرى؟؟
جواب الشيخ: السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل نرجو الله أن تكونوا في أفضل حال وأهنأ بال. أرجو الإجابة على الأسئلة التالية:
1- هل حديث أن المسلمين لابد أن يخرجوا الكفار من جزيرة العرب صحيح ؟ وما معناه؟ وماذا قصد الرسول صلى الله عليه وسلم بجزيرة العرب؟
2- أعرف بعض الأخوة الأتقياء وذوي الأخلاق الحسنة إلى درجة كبيرة وقد قرأت كتابا عن التقوى ورأيت هذا الرجل مثالا ونموذجا لما في الكتاب. أنا أعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اتقى الناس لكن بالنسبة لهذا الرجل الأمر صعب جدا ولا يريد أن بتحدث عن نفسه كثيرا خشية الوقوع في المحذور وسؤالي إلى أي مدى يمكن أن يتحدث الإنسان عن نفسه
3- لماذا أعطى الله فرصة لآدم في التوبة ولم يفعل ذلك مع إبليس علما بأن كلاهما عصى ربه؟ ولماذا حرم الله على الملائكة السجود لأي أحد ثم أمرهم بالسجود لآدم أليس في ذلك تناقض في الأمرين؟ الأمر الثاني باب التوبة مفتوح لكل عاص ماذا لو أراد الشيطان أن يتوب الآن؟ ثالثا هل معصية آدم مقدرة حيث أن الله قال قبل خلق آدم إني جاعل في الأرض خليفة؟ هل قدر الله هذه المعصية حتى ينزل آدم إلى الأرض؟ رابعا ما الحقيقة في الحوار الذي دار بين الله وإبليس حينما رفض السجود لآدم لأن في القرآن مرة خلقتني من طين ومرة أخرى خلقتني من صلصال فما تفسير ذلك؟
*********************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
وردت أحاديث كثيرة تأمر بأخراج غير المسلمين من جزيرة العرب منها :
مارواه مسلم أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء
قال النووي : (فأجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء )
هما ممدودتان , وهما قريتان معروفتان , وفي هذا دليل على أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب إخراجهم من بعضها , وهو الحجاز خاصة , لأن تيماء من جزيرة العرب , لكنها ليست من الحجاز . والله
وعن سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول
يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت يا أبا عباس ما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع .... فأمرهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم روا ه البخاري
***وعن عمر بن الخطاب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب رواه الترمذي
***وعن أبي عبيده بن الجراح قال صلى الله عليه وسلم ( أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب ، واعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد ) رواه احمد والضياء المقدسي في المختارة
وقد اختلف العلماء بالمقصود من جزيرة العرب ، فقيل الحجاز خاصة ، وقيل كل الجزيرة من بحر اليمن إلى بحر البصرة ، ومن خليج فارس ( الخليج العربي ) إلى بحر القلزم ( البحر الاحمر) وهذا أصح والله أعلم ، فلايجوز أن يدخلهاغير المسلم إلا لضرورة .
ويتحدث الانسان عن نفسه ، إذا أراد أن يحدث بنعمة الله ، أو يدفع عن نفسه التهمة بقدر ما تندفع ، أو بما لايكون فيه تزكية للنفس ، قال تعالـــــــى ( ولاتزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )
أما ابليس فقد أعطي فرصة للتوبة ولكنه أبى واستكبر ، ورد على الله تعالى عندما سأله ( ما منعك ان تسجد ) لم يقل إني أذنبت فاغفر لي ، بل استكبر وعاند ورد على الله قوله ، وعلم الله أنه لايريد التوبة ، بل يريد الاستكبار والاصرار ، فلعنه وجعله شيطانا رجيما ، وكل ما يقع في الوجود مقدر من الله تعالى ، لكن الله تعالى لايجبر العبد على فعل المعصية ، بل يعلمها قبل وقوعها ولا تقع إلا بإذنه ، ولو شاء سبحانه لامن من في الارض كله جميعا ، ذلك أن له الملك كله ، وله الحمد كله ، سبحانه وتعالى ، لايسأل عما يفعل جل في علاه .
وقد حكى الله تعالى الحوار في مواضع في القرآن، وفي كل موضع يذكر طرفا منه ، بما يتناسب مع سياق الايات ، ومقاصد السورة العامة ، ومجموع الايات يؤخذ منها مجموع ما دار من الحوار والله أعلم
|