السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 6837 السؤال: الجواب على الاشكال في حديث الذي أمر أولاده بحرق جثته ؟
جواب الشيخ: السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله
في الحديث الذي قال فيه الرجل لأولاده أن يحرقوا جثته و ينثروا رمادها و قال " لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا " كيف لم يكفر هذا الرجل بمثل هذا القول ؟ لقد قرأت أن ابن تيمية في فتاويه قال ان هذا يثبت أن الجهل يمنع كفر صاحبه
فأرجو أن توضح هذا يا شيخ ... فلو هذا صحيح
فلم يكفرمن يسب الدين أو النبي صلي الله عليه وسلم و لم لا نبحث فقد يكون جاهلا , و اذا كان من المعلوم من الدين بالضرورة توقير النبي و احترامه
و أن سبه كفر فالمفترض أيضا أن من يشك في قدرة الله يكفر أيضا , أرجو التوضيح يا شيخنا
جزاكم الله خيرا
جواب الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله
نعم هذا من الادلة على أنه لايكفر المعين إلا بعد إقامة الحجة ولهذا لم يعط هذا الجاهل حكم التكفير
ــــــ
وقد ذكر ابن حجر أجوبة العلماء على إشكال أنه كيف يعذر بجهله في المعاد وشمول القدرة الالهية ، وذكر أجوبة متعددة
والاقرب والله أعلم أنه عذر بجهله ، لانه ظن أنه إن تحول إلى رماد متفرقة الاجزاء فإنه يكون حينئذ في حكم العدم والعدم لاشيء ، والقدرة الالهية تعلقت بالاشياء ، أما ماليس بشيء من المعدومات فلا تتعلق به القدرة الشاملة ، وبهذا الظن الخاطىء عذر بجهله ، وإلا فإنه يؤمن بالمعاد ولولا ذلك لم يخش من عذاب الله ، و يؤمن أن الله تعالى قادر على كل شيء ولهذا ظن أنه يتحول إلى العدم ، فلايكون حينئذ شيئا ، ومن هنا فقد بقي معه أصل الاسلام ، وعذر بجهله فلم يكفر
ــــــــ
ومثل هذا ظن المعتزلة الضالة أن العبد يخلق فعله مستقلا عن خلق الله تعالى ، وبهذا تكون قدرته مستقلة عن قدرة الله تعالى في خلقه لافعاله ، وقالوا فحينئذ لاتتعلق القدرة الالهية بفعل العبد ، ويصح أن يقال أن الله تعال لايقدر على فعل العبد حال كونه يفعله ، لان الفعل الواحد لايكون بين قادرين ، ومع ذلك فمن العلماء من توقف في تكفير المعتزلة ،ومنهم من لم يكفرهم مثل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وعذرهم بجهلهم، واشتباه الحق عليهم بالتأويل ، ويمكن الاستدلال على عذرهم بالجهل بالحديث المذكور بالسؤال ، لاسيما أن الخطأ في شمول القدرة الالهية في المثلين والله أعلم
|