السائل: زائر التاريخ: 23/04/2008 عدد القراء: 6833 السؤال: الإجابة على أسئلة من كينيا؟
جواب الشيخ: عليكم السلام ورحمة الله وبركاتـه
أما سؤالك عن القبلة فإن كنت في البلاد التي هي في جهة الغـرب من مكة فاجعل المشرق بين يديك ، وإن كنت في البلاد التي هي في جهــة الشرق من مكة فاجعل المشرق وراء ظهـرك
وإن كنت في البلاد التي هي في جهة الشمال من مكة فاجعل المشرق عن يسارك ، والعكس إن كنت في البلاد التي هي في جهة الجنـوب من مكــة
--------------
وإن كنت في البلاد التي هي بين جهتين من هذه الجهات حسب البلد التي أنت فيها ، فتتوســط بين الجهـات التي وصفـت لـك وفق ما ذكــرت لــك ، واعلم أن الإنحراف اليسيـر عن القبلة لايضـر ففي الحديث ما بين المشرق والمغــرب قبلــة بارك الله فيك
------------
أما سؤالك عن أصح الأقوال في حكم مس الذكر للمتوضأ فهو أنه ينقض الوضوء إن تعمــد مسـه بغير حائــل سواء كان بشهوة أو بغير شهــوة ، كما دلت عليه ظاهر الأحاديث ومنها التي أوردتــه ولا أدري عن اختيار الألباني كيف استدل لـه ، غير أنّ القائلين بمثل قوله يستندون إلى أن مقتضى الجمع بين الحديثين المتعارضين في هذا البــاب ذكر قيد الشهوة ، وهو مستنــد ضعيـف فيما يظهــر والله أعلم
-----------------
والحدود لاتقام في دار الحــرب كذا في مذهـب أحمد وإسحاق والأوزاعـي ، والمقصود تأخيرها حتى يرجع إلى أرض الإسلام فيقام الحدّ على مرتكب موجبه ،واختار ابن القيم أن الإستثناء لمن كانت له نكاية في الجهاد وظهرت عليه مخايل التوبة فيسـقط عنــه واستدل بقصة أبي محجن والله أعلــم
------------
ومن رضي المنكر فهو كفاعله قال تعالى عن الذين لايغادرون المجالس التي يكفر فيها بآيات الله ويستهزء ، ( إنكم إذا مثلهــم )
وقد قال تعالى ( فكذبوه فعقروهـا ) وإنما عقرها واحــد ونسب الفعل إليهم كلهم لانهم رضوا به
----------
أما سؤالك عن الإحياء بعد الموت ، فالذي كتب الله تعالى هــو أنَّ من قضى أجله لايرجع إلى الحياة ، ولايتناول ذلك من كتب الله أنه يحيه ليستكمل أجلــه كما روى الطبري
عَنْ مُجَاهِد أَنَّهُمْ قَالُوا حِين أُحْيُوا : سُبْحَانك رَبّنَا وَبِحَمْدِك , لاَ إلَه إلإّ أَنْتَ ! فَرَجَعُوا إلَى قَوْمهمْ أَحْيَاء , يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا مَوْتَى , سَحْنَة الْمَوْت عَلَى وُجُوههمْ , لا يَلْبَسُونَ ثَوْبًا إلاّعَادَ كَفَنًا دَسْمًا مِثْل الْكَفَن حَتَّى مَاتُوا لآجَالِهِمْ الَّتِي كُتِبَتْ لَهُمْ .
كما أن المقصود أنه لايعود إلى الحياة فعيش بين الناس ويكسـب العمـل ، كما سأل والد جابر رضي الله عنه ، ذلك أن زمن التكليـف قد انقضى بالموت ، ولو عاد إلى الحياة فعمـل الصالحات لم يثـب على عمله لأنّه عاين الحساب فلايكون إيمانا بالغيــب ، أما من يعطى من الحيـاة بعد موته قدر ما يتكلم فيخبـر بخبـر مما لايدخل في التكليــف ثم يمــوت فلا إشكال
------------------
وأمـا حديث ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة )
فالمقصود أصل بعثته ، وهذا لايمنع أن يدعو غير قومـه ، ولمـا كان موسى عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيـل ليخرجهم إلى الأرض المقدسة قال تعالى : ( أن أخرج قومك من الظلمات إلى النــور ) ، وكانوا تحت حكم فرعون أمـر موسى عليه السلام أن يصدع بالحق ويواجه الطاغيــة
أما محمّد صلى الله عليه وسلم فأصــل بعثتــه إلى الناس كافــة بارك الله فيك وزادك حرصـا على العلم ورزقنا وإياك العلـم والإيمان اللذين هما من كل شيء عوض وليس عنهما عــوض والله أعلـــم |