|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 7177 السؤال: قصص الاطفال والرسوم المتحركة ؟
جواب الشيخ: السؤال:
ما حكم وضع قصص خيالية للاطفال ، ورسم الصور ، وكذلك حكم الصور المتحركة ؟
************************
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
أما القصص التي تحكي أحداثا خيالية لم تقع ، لكن يُقصد بها ضرب المثل ، وغرس المفاهيم والقيم الحقة في نفوس الأطفال بصورة محببة إليهم ، فلا حرج فيها ، لان الكذب المحرم هو الذي يقول فيه القائل خلاف الواقع ، موهما سامعه أنه هو الواقع ، ولأجل ما فيه من المفاسد العظيمة حرمته الشريعة ، وقبحه مركوز في فطر بني آدم كلهم .ـ
أما من يضرب مثلا ما بحيث يعلم السامع أنه لا يريد حكاية واقع وإنما التمثيل والتقريب ، فهذا لاحرج فيه ، كما يقال مثلا : قال الجدار للمسمار لم تشقني ، قال المسمار سل من يدقني ، ونحو ذلك من الأمثلة المضروبة على ألسنة الحيوانات ، وهو باب واسع معلوم ، لم يزل موجودا في عصور الإسلام من غير نكير ، وليس هو من قبيل الكذب في شيء .ـ
ذلك أن السامع يعلم أن المقصود هو ضرب المثل ، وليس حكاية الواقع ، فلا يكون من الكذب ، ولا تحصل به مفاسد الكذب .ـ
ــــــ
أما استعمال التصوير ، فإن كان التصوير بالرسم باليد ، فالنصوص في ذلك معروفة وهي دالة على التحريم في الأصل .ـ
غير أنه يمكن أن يرخص في رسوم الأطفال ، قياسا على الترخيص في لعب الأطفال الصغيرة ، وقد دل على جواز اتخاذها للأطفال حديث عائشة رضي الله عنها : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غزوة تبوك – أو خيبر – وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر، عن بنات لعائشة – لعب – فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي!ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت: أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه
روه النسائي أبو داود وغيرهما ـ
ومعلوم أن المرسومة باليد أهون من المجسمة ، ولئن رخص للأطفال باللعب بالدمى المجسمة ، فالترخيص لهم بالرسم الذي يتعلمون به أولى ، وفي أقيسة الفقهاء مثل هذا كثير ، بل هذا القياس أولى من كثير من أقيستهم .
وبه استدل من أجاز الصور المتحركة للأطفال ، والصحيح أنه لاحرج في ذلك كله إن شاء الله .ـ
لاسيما في ظل هذا العصر الذي أصبح الإعلام فيه سلاحا فتاكا ، يستلب عقول الأمم ، ويصنع ثقافاتها ، ويوجه رجالها ونساءها ، ولم يزل المسلمون في كل عصر سباقين إلى الوسائل الكفيلة بنصر دينهم ، فالواجب عليهم في هذا العصر أن لايتاخّـروا عن غيرهم من الأمم بالاستفادة من سلاح الإعلام ، بحيث يكافئون ما بيد أعداءهم ، بل يتجاوزنه إلى آفاق لم يدركها عدوهم ، كعادتهم الحميدة في أزمان عز الإسلام ومجده والله اعلم .
|
|
|