|
مميز: لقد قامت إدارة تويتر (X) بإيقاف حساب الشيخ في تويتر hamed_alali
وهذا عنوان حسابه الجديد
hamedalalinew |
|
السائل: سائل التاريخ: 13/12/2006 عدد القراء: 8027 السؤال: سؤال لا أدري كيف أجيبه ؟؟؟؟
جواب الشيخ:
السؤال:
فضيلة الشيخ حامد العلي / وفقه الله لكل خير وجنبه كل شر
الجماعات الإسلامية الجهادية ...تقول أو بعض منها علينا الخروج بما أعددنا من عدة واستطاعة على الحاكم في حالة الكفر البواح الصراح ولا نهتم بالنتائج المهم أن نحقق أمر الله ...
وأنا أقول أليس للحكمة دور في هذا ؟
أليس للتخطيط العسكري دور في ذلك ؟
والله يا شيخ عندما ترى تلك الأفواج الموحدة بتلك الحماسة
او تلك الخبرات القيادات الرفيعة
ثم تزول بسبب أخطاء سخيفة وخروج متسرع ؟
يعصرك الألم
فهل لكم من كلمة بهذا الشأن رحمني الله وإياك وجميع المسلمين ؟
******************
جواب الشيخ:
أرجو أن يكون في هذا البيان فائدة بارك الله فيك
----
بلاريب للحكمة دور ، وللتخطيط العسكري دور أيضا ، وكما أن الشرع حرم أن يرضى المسلمون بحكم الكافرين ، ( إلا أن تروا كفرا بواحا ) ، فقد أمر أيضا باتباع سنن الله تعالى الكونية التي أجرى عليها سنن تغيير حياة البشر في اجتماعاتهم ، وذلك من أمره باتخاذ الأسباب والسعي فيها .
--------------
وهؤلاء الذين يفكرون بهذه الطريقة العشوائية الفوضوية التي وصفتها في سؤالك ، مضرون جدا ، وحتى في ساحات الجهاد يضرون كثيرا ، واسأحدثك بقصة ، كان ثمة شباب متحمس يريدون ضرب الارتال في طريق مــا في مكان ما ، هذا الطريق يعبر منه مجاهدون فيصلون إلى مكان لضرب الطائرات ، ولهذا فهم يريدون أن تبقى قوات الاحتلال غافلة عن أن هذا طريقهم إلى ضرب الطائرات ، فقال القائد لا أريد أحدا يضرب الارتال في الوقت الحالي على هذا الطريق ، لانهم سيغلقونه ويشددون الرقابة ويحول هذا بيننا وبين خطتنا ، فقال بعض الشباب تمنعنا من قتال الكفار ، فقال لا أمنعكم ويحكم ولكن نحن نريد الصيد الكبير وأنتم تريدون التخريب علينا ، فمثل هذه النوعية مخربة ـ هداهم الله ـ وما زالوا يوجدون في ساحات الجهاد ، وبعضهم همه أن يطيل شعره ، ويتشبه بمن هو معجب به ، والقيام بأعمال تهورية ، ليتحديث ببطولاته ، وهذا من طبيعة الخلقة البشرية لايمكن أن يمنع وقوعه بالكلية ، ولكن يجب التعامل معهم بحذر وضبطه قدر الإمــــــكان
-------
وعلى أية حال فمهمة الحركات التغييرية في وسط نظام سياسي قائم ، أصعب بكثير من حرب العصابات في بلد تشيع فيه الفوضى ، مثل العراق
----------
ففي حالة تغيير النظام السياسي يوجد مسطرة سياسية لكل بلد ، يجب أن يفهمها القادة الذين يريدون التغيير بالقوة ، وأن يضعوا خطة تتنزل على هذه المسطرة بطريقة دقيقة فتزيل النظام وتحل مكانه نظاما يقبله الشعب ليكون مستقرا في وقت كاف لجعل مشروع التغيير ناجحا ، وإلا فقد يقطف ثمرة ما يفعلونه من جهد للتغيير غيرهم فتصبح حركتهم مجرد سلم تسلق عليه الغير ثـــم تخلص منه
------------
وأرقام هذه المسطرة في الغالب أربعة أرقام رئيسة : المؤسسات الصلبة أي الجيش والشرطة والحرس الوطني مثلا ، وأهمها الجيش ، والثانية نظام الحكم نفسه ومؤسساته ، والثالث الشعب وفئاته ، والرابع علاقة الحالة الدولية واٌٌلإقليمية بالنظام الذي يراد إسقاطـــــــه ـ
---------
ولاريب أن أي حركة تريد تغيير أي نظام حكم لاتنجح إلا إذا كانت هي المؤسسات الصلبة أو أقواها ، أو استطاعت تحييد المؤسسات الصلبة، وأيضا استطاعت الحركة أن تحل محل النظام الذي تسقطه وتدير مؤسساته بكفاءة ، وثالثا أن تكون ذات رسالة وأهداف مقبولة لدى الشعب ، أو على اٌلأقـــــل ثمة احتمال راجح أن تستطيع إقناع الشعب برسالتها وأهدافها ، في أمد كاف ، وذلك لكي تبقى على رأس الدولة دون أن يحدث انقلاب ثان عليها كما حدث لبعض الحركات التغييرية بالقوة ، وأخيرا : استطاعت أن تقنع الدول ذات العلاقة بالنظام السابق بعدم التدخل ، أو تحيدها على اٌٌلأقل إلى أن يقف النظام الجديــد على قدميــــــه ويحصن نفسه داخليا وخارجيا
------------
ومن المشكلات العويصة ماإذا كان الشعب ينقسم إلى طوائف متكافئة أو متقاربة في القوة ، وكانت تتصارع سياسيا تحت مظلة النظام السابق الذي أسقطته الحركة التغييرية، وكانت هذه الطوائف متوزعة داخل المؤسسات الصلبة ونظام الحكم الذي يراد إسقاطه ، كما هي متوزعه في الشعب ، ففي هذه الحالة ستقع الحركة التغييرية في مأزق إذا استطاعت أن تسقط النظام بإنقلاب مفاجيء مثلا ، وهو أنها تجد نفسها وقد كشفت الغطاء عن هذا الصراع ، وتحول مشروع الحركة التغييرية ، إلى مشروع خلق ميدان صراع لعدة مشاريع ، وكل طائفة من الشعب تريد أن تستغل الوضع الجديد لإنجاح مشروعها ، وتدخل الحالة السياسية في نفق مظلم ، ولهذا فأفضل البلاد المرشحة لتغيير نظاماالحكم بالقوة هي التي يكون غالب الشعب فيها ذا ثقافة واحدة.
------------
كما أن المشكلة الأكبر من هذه إذا تم تجاهل الرقم اٌلإقليمي والدولي من المسطرة السياسية فقد يؤدي هذا إلى تسريع أهداف دول أخرى أشد خطرا من النظام الذي تم إسقاطه سواء كانت إقليمية أو دولية ، تسريع أهدافها التدخلية في الدولة التي تم إسقاط نظامها ، وربما كانت القوى الاقليمية أو الدولية تعلم وتنتظر حدوث اٌلإنقلاب لعلمها أن القائمين عليه لايعون تمام الوعي حقيقة ما يفعلونه ، لجهلهم بالمقاسات الصحيحة للمسطرة السياسية للدولة التي يريدون تغيير نظامها
---------
هذه الحقائق هي أبجديات التغيير السياسي ، يتعلمها المبتديء ، هذا فضلا عن قوة التنظيم الحركي نفسه الذي يخطط للتغيير بالقوة ، قوة رموزه في الشعب ، وصحة مساره ، وسلامة عقيدته ، لأن الثورة لابد لها من هذه الأشياء الثلاثة ، رموز يقودونها ، ومسار تسير فيه وتتأجج إلى أن تصل إلى الأهداف دون أن تتشتت ، وعقيدة تقوم عليها ،فإذا كان الذين يفكرون بإحداث تغييرات سياسية جذرية لنظام ما ، في غفلة عن هذا كله ، ويريدون أن يقتحموا بابا يجهلون ماوراءه ، فمصيرهم الفشل المحتوم ، وإن كانوا لايريدون أن يتعلموا أو يقولون إن هذا الكلام كله لاقيمة له ، فعلينا ان نقوم بالواجب الديني ولا ننظر إلى سواه فهؤلاء حمقى لاقيمة لهم ولا لعقولهم ، لأنهم يجهلون السنن الشرعية ، والكونية ، وهاهو نبينا صلى الله عليه وسلم
تريث حتى جمع مقومات الدولة ، ثم أقامها ووسعها بالتدريج على وفق المعطيات السياسية التي كانت في زمنه ، واستعمل أدواتها ومراحلها حتى كملت مع أنه مؤيد بجند السماء ، ومدد الملائكة ، وموعود بالنصر المحتوم ، فكيف بغيره
------------
أما إن كان هدفهم التخلص من شخصية حاكم طاغية لظنهم أن ما يأتي بعده سيكون أهون وليس لديهم برنامج سياسي بديل وكامل ، فهذا شأن آخر وحالة أخرى
---------------------
وقد يقول قائل فطالبان نجحت في إحداث التغيير المنشود ، فنقول إن طالبان ملكت مؤسسة صلبة قوية بما فيه الكفاية ، وقبولا شعبيا في شعب قد انكشفت له حقيقة تلك العصابات من الأحزاب التي أهلكت البلاد ، فأحب التغيير المتوقع من حركة طالبان ، وكان لديهم نظام سياسي ملائم لمرحلتهم ولإمكانات تلك الدولة الفقيرة ، وكانت الاوضاع اٌلإقليمية والدولية قد سمحت بقيام نظام طالبان في ذلك الوقت ، فقد أخذوا بالأسباب وصدقوا الله في نياتهم ، فأعانهم الله تعالى على مقاصدهم ، وهم قد امتحنوا الآن بالتغييرات التي طرأت على النظام الدولي ، مما لايلامون على آثاره عليهم البتة ، وليست كل حالة مثل حالتهم ولا كل دولة مثل دولتهم ولا كل شعب مثل شعبهم.
--------------
وأخيرا فإذا كنا قد ابتلينا بالذين يريدون التغيير بالقفز على سنن الله الشرعيةوالكونية فكذلك قد ابتلينا بالذين يريدون أن يضفوا على هذه الجاهلية المعاصرة لباس الشرع بحجة أنه لايمكن تغييرها فلابد من مد الجسور معها !!
|
|
|