منظومـة إرشاد العقول الحائرة في المذاهب المعاصـرة
حامد بن عبدالله العلي
الحمد لله العظيم الهادي ** سبحان ربّ الكون والعبادِ
ثم الصلاةُ والسلام دائمـا ** على النبيّ المصطفى معلّما
ودينُه بلا مراءٍ قدْ حوى ** كلّ الهدى وبالختام قد طوى
شريعة التوراة والإنجيـلِ ** بصادق الأخبار والتنزيــلِ
فعمّت الأنوار في الأنـامِ ** بالوحي والإيمان والإسـلامِ
إلاّ الذين أشركوا المسيحَ ** بالله ثمّ أعلنوا القبيـــحَ
بقولهم بأنّ الله قد ولـدْ ** سبحانه وهل له كفوا أحدْ
وقد بقوا في غيهم دهورا ** البابا فيهـم ربهـم عُصورا
وبعدها بأمرهم تفكـّـروا ** وقام منهم ثُـلّة وغيّروا
وانشق منهم (لوثرٌ) وأنكرا ** على الذي بسطوة تجبّـرا
البابا في كنيسـة كأنـّـهُ ** وكلّ شيء خاضع بهـا لهُ
يوزّع الصكوك بالغفرانِ ** ويدّعي التثليث بالكفــرانِ
ثم العقول منهمُ تغيـرتْ ** لكلّ شيء قد مضى تنكرتْ
ما العقل والدين والطبيعهْ **من أين جاءت ياتُرى الشريعهْ
وألهّوا العقـول بالتغريــرِ ** بحقبـة أسموها بالتنويـرِ
العقل فيهم سيد مطاعُ ** والغيب فيــه كلّه خـداعُ
ثمّ التي من بعدها مذاهبُ ** وضعيّـة وملؤها مصائـبُ
إلحادهم به مضوا ومالوا ** عن الهدى،وقد هذوا ، وقالوا
المادّة التي نرى فقـــطْ ** إلهنـا ،فدينهم هو الشططْ
العقل منها فرعها قد انبثقْ ** لاحق فيه إلاّ أن تقول حقّْ
حياتنا لها وكلّ مانــراهُ ** واكفــر بكل شيء لاتراهُ
وابتدعوا من عندهم مذاهبـا ** كثيرة تشعـبت مشاعبا
لكنّ في قلوبهـم تعصّبا ** إلى الصليب حاضـرا وغائـبا
لاسيما أمريكا ، والصهاينهْ ** بعنصريّة تراهـا بائنـــهْ
وكلّهم عن الهدى حيارى ** ومثلهم في غيّهـا النصارى
أما التي من بعدها فعولمهْ ** ويزعمونها غدت مسـلّمـهْ
الناس كلّهم كذا الدولْ ** هوية واحـدة بلا جــدلْ
بلا هدى يقودهم ولاقيمْ ** ولا خلاق فيهم ولا شيـمْ
وقطبها الأعظم المنافـــعُ ** إليها كلّ ما تراه راجعُ
والحكم للغرب والسياسهْ ** والمال أيضا إنها التعاســهْ
لكنْ ظنونهــم ستكذبُ** بل يرجعون كلّهم محـاربُ
الصين واليابان ثم روسيا ** أوربا قطبٌ بعدهم وآسيــا
أمريكا تختفـي وتنزوي ** ونارها وجدها سينضــوي
وكل هذا من شرائط القيامهْ ** وقد رواه كلّ ذي إمامـهْ
أما الذي من بعدها سينتصرْ ** إسلامنا وبالهدى سيفتخرْ
لاريب كلّ ما سواه خاسرُ ** ومنتمي لغيــره فكافـرُ